الآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ : أَمَّا الأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسلم ، وأَمَّا الأَمَانُ الْبَاقِي فَالِاسْتِغْفَارُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : « وما كانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ وما كانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » .« الحكمة وقصارى الكلام » 93 / 90 وقَالَ عليه السلام : لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ » لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا وهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَةٍ ، ولَكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ ، فَإِنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ يَقُولُ : « واعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ » ، ومَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ يَخْتَبِرُهُمْ بِالأَمْوَالِ والأَوْلَادِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِطَ لِرِزْقِهِ ، والرَّاضِيَ بِقِسْمِهِ ، وإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، ولَكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتِي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ والْعِقَابُ لأَنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ ويَكْرَهُ الإِنَاثَ ، وبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ ، ويَكْرَهُ انْثِلَامَ الْحَالِ . . . .« الحكمة وقصارى الكلام » 96 / 92 وقَالَ عليه السلام : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِهِ ، ثُمَّ تَلَا : « إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وهذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا » الآْيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللَّهً وإِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ ، وإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَى اللَّهً وإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ