responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 259


قُبُورِهِمْ جَمَاداً لَا يَنْمُونَ ، وضِمَاراً لَا يُوجَدُونَ لَا يُفْزِعُهُمْ وُرُودُ الأَهْوَالِ ، ولَا يَحْزُنُهُمْ تَنَكُّرُ الأَحْوَالِ ، ولَا يَحْفِلُونَ بِالرَّوَاجِفِ ، ولَا يَأْذَنُونَ لِلْقَوَاصِفِ . غُيَّباً لَا يُنْتَظَرُونَ ، وشُهُوداً لَا يَحْضُرُونَ ، وإِنَّمَا كَانُوا جَمِيعاً فَتَشَتَّتُوا ، وآلَافاً فَافْتَرَقُوا ، ومَا عَنْ طُولِ عَهْدِهِمْ ، ولَا بُعْدِ مَحَلِّهِمْ ، عَمِيَتْ أَخْبَارُهُمْ ، وصَمَّتْ دِيَارُهُمْ ، ولَكِنَّهُمْ سُقُوا كَأْساً بَدَّلَتْهُمْ بِالنُّطْقِ خَرَساً ، وبِالسَّمْعِ صَمَماً ، وبِالْحَرَكَاتِ سُكُوناً ، فَكَأَنَّهُمْ فِي ارْتِجَالِ الصِّفَةِ صَرْعَى سُبَاتٍ . جِيرَانٌ لَا يَتَأَنَّسُونَ ، وأَحِبَّاءُ لَا يَتَزَاوَرُونَ .
بَلِيَتْ بَيْنَهُمْ عُرَا التَّعَارُفِ ، وانْقَطَعَتْ مِنْهُمْ أَسْبَابُ الإِخَاءِ ، فَكُلُّهُمْ وَحِيدٌ وهُمْ جَمِيعٌ ، وبِجَانِبِ الْهَجْرِ وهُمْ أَخِلَّاءُ ، لَا يَتَعَارَفُونَ لِلَيْلٍ صَبَاحاً ، ولَا لِنَهَارٍ مَسَاءً .
أَيُّ الْجَدِيدَيْنِ ظَعَنُوا فِيهِ كَانَ عَلَيْهِمْ سَرْمَداً ، شَاهَدُوا مِنْ أَخْطَارِ دَارِهِمْ أَفْظَعَ مِمَّا خَافُوا ، ورَأَوْا مِنْ آيَاتِهَا أَعْظَمَ مِمَّا قَدَّرُوا ، فَكِلْتَا الْغَايَتَيْنِ مُدَّتْ لَهُمْ إِلَى مَبَاءَةٍ ، فَاتَتْ مَبَالِغَ الْخَوْفِ والرَّجَاءِ . فَلَوْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِهَا لَعَيُّوا بِصِفَةِ مَا شَاهَدُوا ومَا عَايَنُوا .

259

نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست