شُرَكَاءَ لَهُ ، فَلَهُمْ أَنْ يَقُولُوا ، وعَلَيْهِ أَنْ يَرْضَى أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ دِيناً تَامّاً فَقَصَّرَ الرَّسُولُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسلم عَنْ تَبْلِيغِهِ وأَدَائِهِ ، واللَّهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ : « ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ » وفِيهِ تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ ، وذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً ، وأَنَّهُ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ : « ولَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً » . وإِنَّ الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وبَاطِنُهُ عَمِيقٌ ، لَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ ، ولَا تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ ، ولَا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا بِهِ .« ومن كلام له عليه السلام » 50 / 50 إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ ، وأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ ، إِخْوَانُنَا وأَهْلُ دَعْوَتِنَا ، اسْتَقَالُونَا واسْتَرَاحُوا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، . . .وإِنَّ الْكِتَابَ لَمَعِي ، مَا فَارَقْتُهُ مُذْ صَحِبْتُهُ : . . .« ومن كلام له عليه السلام » 124 / 124 إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ ، وإِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ . هَذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٍّ مَسْطُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ ، لَا يَنْطِقُ بِلِسَانٍ ، ولَا بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ . وإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ . ولَمَّا دَعَانَا الْقَوْمُ إلَى أَنْ نُحَكِّمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنَ لَمْ نَكُنِ الْفَرِيقَ الْمُتَوَلِّيَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى ، وقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : « فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرَّسُولِ »