« ومن كلام له عليه السلام » 199 / 190 وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ ، نَصِباً بِالصَّلَاةِ بَعْدَ التَّبْشِيرِ لَهُ بِالْجَنَّةِ ، لِقَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ : « وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها » ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِهَا أَهْلَهُ ويَصْبِرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ .ومَا اسْتَنَّ النَّبِيُّ ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسلم ، فَاقْتَدَيْتُهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ لَمْ أَحْكُمْ أَنَا فِيهِ بِرَأْيِي ، ولَا وَلِيتُهُ هَوًى مِنِّي ، بَلْ وَجَدْتُ أَنَا وأَنْتُمَا مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسلم ، قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ، « ومن كلام له عليه السلام » 147 / 147 اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً ، وإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وبَيِّنَاتُهُ . وكَمْ ذَا وأَيْنَ أُولَئِكَ أُولَئِكَ ، واللَّهِ ، الأَقَلُّونَ عَدَداً ، والأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً .يَحْفَظُ اللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وبَيِّنَاتِهِ ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ ، ويَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ . هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ ، وبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ ، واسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ ، وأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ ، وصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الأَعْلَى . أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، والدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ . آهِ