« خطبة » 104 / 103 أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً ، - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً ، ولَا يَدَّعِي نُبُوَّةً ولَا وَحْياً ، فَقَاتَلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ ، يَسُوقُهُمْ إِلَى مَنْجَاتِهِمْ ويُبَادِرُ بِهِمُ السَّاعَةَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ ، يَحْسِرُ الْحَسِيرُ ، ويَقِفُ الْكَسِيرُ ، فَيُقِيمُ عَلَيْهِ حَتَّى يُلْحِقَهُ غَايَتَهُ ، إِلَّا هَالِكاً لَا خَيْرَ فِيهِ ، حَتَّى أَرَاهُمْ مَنْجَاتَهُمْ وبَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ ، فَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ ، واسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ وايْمُ اللَّهِ ، لَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا ، واسْتَوْسَقَتْ فِي قِيَادِهَا مَا ضَعُفْتُ ، ولَا جَبُنْتُ ، ولَا خُنْتُ ، ولَا وَهَنْتُ ، وايْمُ اللَّهِ ، لأَبْقُرَنَّ الْبَاطِلَ حَتَّى أُخْرِجَ الْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ « خطبة » 105 / 104 حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ شَهِيداً ، وبَشِيراً ، ونَذِيراً ، خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً ، وأَنْجَبَهَا كَهْلاً ، وأَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً ، وأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً .« خطبة » 106 / 105 حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لِقَابِسٍ ، وأَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ ، وشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ ، وبَعِيثُكَ نِعْمَةً ورَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً .