ومَنِ اتَّخَذَ قَوْلَهُ دَلِيلاً هُدِيَ « لِلَّتِي هِيَ أَقُومُ » فَإِنَّ جَارَ اللَّهِ آمِنٌ ، وعَدُوَّهُ خَائِفٌ وإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِمَنْ عَرَفَ عَظَمَةَ اللَّهِ أَنْ يَتَعَظَّمَ ، فَإِنَّ رِفْعَةَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ مَا عَظَمَتُهُ أَنْ يَتَوَاضَعُوا لَهُ ، وسَلَامَةَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ مَا قُدْرَتُهُ أَنْ يَسْتَسْلِمُوا لَهُ .« خطبة » 160 / 159 فَلَسْنَا نَعْلَمُ كُنْهً عَظَمَتِكَ ، إِلَّا أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ « حَيٌّ قَيُّومُ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ ولَا نَوْمٌ لَمْ يَنْتَهِ إِلَيْكَ نَظَرٌ ولَمْ يُدْرِكْكَ بَصَرٌ أَدْرَكْتَ الأَبْصَارَ وأَحْصَيْتَ الأَعْمَالَ وأَخَذْتَ بِالنَّوَاصِي والأَقْدَامِ » .ومَا الَّذِي نَرَى مِنْ خَلْقِكَ ، ونَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِكَ ، ونَصِفُهُ مِنْ عَظِيمِ سُلْطَانِكَ ، ومَا تَغَيَّبَ عَنَّا مِنْهُ ، وقَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْهُ ، وانْتَهَتْ عُقُولُنَا دُونَهُ ، وحَالَتْ سُتُورُ الْغُيُوبِ بَيْنَنَا وبَيْنَهُ أَعْظَمُ . فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ ، وأَعْمَلَ فِكْرَهُ ، لِيَعْلَمَ كَيْفَ أَقَمْتَ عَرْشَكَ ، وكَيْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَكَ ، وكَيْفَ عَلَّقْتَ فِي الْهَوَاءِ سَمَاوَاتِكَ ، وكَيْفَ مَدَدْتَ عَلَى مَوْرِ الْمَاءِ أَرْضَكَ ، رَجَعَ طَرْفُهُ حَسِيراً ، وعَقْلُهُ مَبْهُوراً ، وسَمْعُهُ وَالِهاً ، وفِكْرُهُ حَائِراً .« ومن كلام له عليه السلام » 179 / 170 كَبِيرٌ لَا يُوصَفُ بِالْجَفَاءِ .