قَاهِرُ مَنْ عَازَّهُ ، ومُدَمِّرُ مَنْ شَاقَّهُ ، ومُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ ، وغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ .« خطبة » 90 / 89 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَفِرُهُ الْمَنْعُ والْجُمُودُ ، ولَا يُكْدِيهِ الإِعْطَاءُ والْجُودُ إِذْ كُلُّ مُعْطٍ مُنْتَقِصٌ سِوَاهُ ، وكُلُّ مَانِعٍ مَذْمُومٌ مَا خَلَاهُ وهُوَ الْمَنَّانُ بِفَوَائِدِ النِّعَمِ ، وعَوَائِدِ الْمَزِيدِ والْقِسَمِ عِيَالُهُ الْخَلَائِقُ ، ضَمِنَ أَرْزَاقَهُمْ ، وقَدَّرَ أَقْوَاتَهُمْ ، ونَهَجَ سَبِيلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْهِ ، والطَّالِبِينَ مَا لَدَيْهِ ، ولَيْسَ بِمَا سُئِلَ بِأَجْوَدَ مِنْهُ بِمَا لَمْ يُسْأَلْ .ولَوْ وَهَبَ مَا تَنَفَّسَتْ عَنْهُ مَعَادِنُ الْجِبَالِ ، وضَحِكَتْ عَنْهُ أَصْدَافُ الْبِحَارِ ، مِنْ فِلِزِّ اللُّجَيْنِ والْعِقْيَانِ ، ونُثَارَةِ الدُّرِّ وحَصِيدِ الْمَرْجَانِ ، مَا أَثَّرَ ذَلِكَ فِي جُودِهِ ، ولَا أَنْفَدَ سَعَةَ مَا عِنْدَهُ ، ولَكَانَ عِنْدَهُ مِنْ ذَخَائِرِ الأَنْعَامِ مَا لَا تُنْفِدُهُ مَطَالِبُ الأَنَامِ ، لأَنَّهُ الْجَوَادُ الَّذِي لَا يَغِيضُهُ سُؤَالُ السَّائِلِينَ ، ولَا يُبْخِلُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ .ولَا تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِكَ فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ .هُوَ الْقَادِرُ الَّذِي إِذَا ارْتَمَتِ الأَوْهَامُ لِتُدْرِكَ مُنْقَطَعَ قُدْرَتِهِ ، وحَاوَلَ الْفِكْرُ الْمُبَرَّأُ مِنْ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ فِي عَمِيقَاتِ