الْمُحَدِّدُونَ مِنْ صِفَاتِ الأَقْدَارِ ، ونِهَايَاتِ الأَقْطَارِ ، وتَأَثُّلِ الْمَسَاكِنِ ، وتَمَكُّنِ الأَمَاكِنِ . فَالْحَدُّ لِخَلْقِهِ مَضْرُوبٌ ، وإِلَى غَيْرِهِ مَنْسُوبٌ .هَيْهَاتَ ، إِنَّ مَنْ يَعْجِزُ عَنْ صِفَاتِ ذِي الْهَيْئَةِ والأَدَوَاتِ فَهُوَ عَنْ صِفَاتِ خَالِقِهِ أَعْجَزُ ، ومِنْ تَنَاوُلِهِ بِحُدُودِ الْمَخْلُوقِينَ أَبْعَدُ « خطبة » 165 / 164 فَكَيْفَ تَصِلُ إِلَى صِفَةِ هَذَا عَمَائِقُ الْفِطَنِ ، أَوْ تَبْلُغُهُ قَرَائِحُ الْعُقُولِ ، أَوْ تَسْتَنْظِمُ وَصْفَهُ أَقْوَالُ الْوَاصِفِينَ وأَقَلُّ أَجْزَائِهِ قَدْ أَعْجَزَ الأَوْهَامَ أَنْ تُدْرِكَهُ ، والأَلْسِنَةَ أَنْ تَصِفَهُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بَهَرَ الْعُقُولَ عَنْ وَصْفِ خَلْقٍ جَلَّاهُ لِلْعُيُونِ ، فَأَدْرَكَتْهُ مَحْدُوداً مُكَوَّناً ، ومُؤَلَّفاً مُلَوَّناً وأَعْجَزَ الأَلْسُنَ عَنْ تَلْخِيصِ صِفَتِهِ ، وقَعَدَ بِهَا عَنْ تَأْدِيَةِ نَعْتِهِ وسُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ الذَّرَّةِ والْهَمَجَةِ إِلَى مَا فَوْقَهُمَا مِنْ خَلْقِ .« خطبة » 178 / 177 لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ ، ولَا يُغَيِّرُهُ زَمَانٌ ، ولَا يَحْوِيهِ مَكَانٌ ، ولَا يَصِفُهُ لِسَانٌ .« خطبة » 179 / 178 لَا تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ ، ولَكِنْ تُدْرِكُهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ