بِكَ أَوْلَى ، ولَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ فِي قَبُولِ الإِنَابَةِ ، ولَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ ولَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ ، بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً ، وحَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً ، وحَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً ، وفَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ وبَابَ الِاسْتِعْتَابِ فَإِذَا نَادَيْتَهُ سَمِعَ نِدَاكَ ، وإِذَا نَاجَيْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ ، فَأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ ، وأَبْثَثْتَهُ ذَاتَ نَفْسِكَ ، وشَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَكَ ، واسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ ، واسْتَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِكَ ، وسَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غَيْرُهُ ، مِنْ زِيَادَةِ الأَعْمَارِ ، وصِحَّةِ الأَبْدَانِ ، وسَعَةِ الأَرْزَاقِ . ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ ، فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهِ ، واسْتَمْطَرْتَ شَآبِيبَ رَحْمَتِهِ ، فَلَا يُقَنِّطَنَّكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ ، فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ .ورُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الإِجَابَةُ ، لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لأَجْرِ السَّائِلِ ، وأَجْزَلَ لِعَطَاءِ الآْمِلِ . ورُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلَا تُؤْتَاهُ ، وأُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجِلاً أَوْ آجِلاً ، أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ ، فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِيهِ هَلَاكُ دِينِكَ لَوْ أُوتِيتَهُ ، فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِيمَا يَبْقَى لَكَ جَمَالُهُ ، ويُنْفَى عَنْكَ وَبَالُهُ فَالْمَالُ لَا يَبْقَى لَكَ ولَا تَبْقَى لَهُ .« الحكمة وقصارى الكلام » 146 / 138 وادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ .« الحكمة وقصارى الكلام » 135 / 130 مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً : مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الإِجَابَةَ .