نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان جلد : 1 صفحه : 1050
حديثه 4 / 4 إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى . والنص : منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها كالنص في السير ، لأنه أقصى ما تقدر عليه الدابة . وتقول : نصصت الرجل عن الأمر ، إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه . فنص الحقاق يريد به الإدراك ، لأنه منتهى الصغر ، والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير ، وهو من أفصح الكنايات عن هذا الأمر وأغربها . يقول : فإذا بلغ النساء ذلك فالعصبة أولى بالمرأة من أمها ، إذا كانوا محرما ، مثل الإخوة والأعمام وبتزويجها إن أرادوا ذلك . والحقاق : محاقة الأم للعصبة في المرأة ، وهو الجدال والخصومة ، وقول كل واحد منهما للآخر : « أنا أحق منك بهذا » يقال منه : حاققته حقاقا ، مثل جادلته جدالا . وقد قيل : إن « نص الحقاق » بلوغ العقل ، وهو الإدراك لأنه عليه السلام : إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب فيه الحقوق والأحكام ، ومن رواه « نص الحقائق » فإنما أراد جمع حقيقة . هذا معنى ما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام ، والذي عندي أن المراد بنص الحقاق هاهنا بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصرفها في حقوقها ، تشبيها بالحقاق من الإبل ، وهي جمع حقة وحق وهو الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة ، وعند ذلك يبلغ إلى الحد الذي يتمكن فيه من ركوب ظهره ، ونصه في السير ، والحقائق أيضا : جمع حقة . فالروايتان جميعا ترجعان إلى معنى واحد ، وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أولا . « خطبة » 322 / 314 ورُوِيَ أَنَّهُ عليه السلام ، لَمَّا وَرَدَ الْكُوفَةَ قَادِماً مِنْ صِفِّينَ مَرَّ بِالشِّبَامِيِّينَ ، فَسَمِعَ بُكَاءَ النِّسَاءِ عَلَى قَتْلَى صِفِّينَ ، وخَرَجَ إِلَيْهِ حَرْبُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ ، وكَانَ مِنْ وُجُوهِ قَوْمِهِ ، فَقَالَ عليه السلام لَهُ : أَتَغْلِبُكُمْ نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا أَسْمَعُ أَلَا تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هَذَا الرَّنِينِ وأَقْبَلَ حَرْبٌ يَمْشِي مَعَهُ ، وهُوَ عليه السلام رَاكِبٌ ، فَقَالَ عليه السلام : ارْجِعْ ، فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ، ومَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ .
1050
نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان جلد : 1 صفحه : 1050