100 - علم معرفة الناس وأصنافهم « ومن كلام له عليه السلام » 16 / 16 لما بويع في المدينة وفيها يخبر الناس بعلمه بما تئول إليه أحوالهم وفيها يقسمهم إلى أقسام ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ . وأَنَا بِهِ زَعِيمٌ . إِنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْمَثُلَاتِ ، حَجَزَتْهُ التَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ الشُّبُهَاتِ . أَلَا وإِنَّ بَلِيَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم . والَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً ، ولَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً ، ولَتُسَاطُنَّ سَوْطَ الْقِدْرِ ، حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلَاكُمْ ، وأَعْلَاكُمْ أَسْفَلَكُمْ ، ولَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا ، ولَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا . واللَّهِ مَا كَتَمْتُ وَشْمَةً ، ولَا كَذَبْتُ كِذْبَةً ، ولَقَدْ نُبِّئْتُ بِهَذَا الْمَقَامِ وهَذَا الْيَوْمِ . أَلَا وإِنَّ الْخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا ، وخُلِعَتْ لُجُمُهَا ، فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِي النَّارِ . أَلَا وإِنَّ التَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا ، وأُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ . حَقٌّ وبَاطِلٌ ، ولِكُلٍّ أَهْلٌ ، فَلَئِنْ أَمِرَ الْبَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ ، ولَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ فَلَرُبَّمَا ولَعَلَّ ، ولَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْءٌ فَأَقْبَلَ شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ والنَّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا ، و