نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 279
النيران ، لا يجابون ولا يكلمون ، ثم يجيبهم بعد أربعين سنة فيقول جل جلاله [ اخسئوا فيها ولا تكلمون ] [1] . قال : فعند ذلك ييأسون من كل فرج وراحة ، وتغلق أبواب جهنم عليهم ، وتدوم لديهم مآتم الهلاك والشهيق والزفير والصراخ والنياحة . أقول : فهل هذا أو بعضه مما يجوز التهوين به لذوي الألباب ، ولو كان الانسان شاكا في الحساب أما يجوز صدق الأنبياء والمرسلين ؟ ما هذه المصيبة الهائلة الغفلة أي مسكين ؟ . وكأني ببعض الغافلين يقول : هذا العذاب للكافرين ، ويعتقد أنه من المصدقين الموقنين المؤمنين ، وهو يرى من نفسه أن وعود الله جل جلاله عنده أضعف الوعود ، وأنه لا يسكن إليها إلا بشئ عنده موجود . وأن وعد بعض العباد أقوى في نفسه من وعد سلطان المعاد . ويرى أن وعيد الله جل جلاله أهون من كل وعيد ، وأنه لو توعده سلطان ببعض هذا التهديد عجز من الصبر والسكون ، وهجر رقاد العيون ، وتوصل في رضاه بأبلغ ما يكون . وقد شرحنا لك فيما ذكرناه عند ركعة الوتر في الجزء الثاني من كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل ، فانظر ما هناك ، وما عمل الله جل جلاله معك من الاحسان ، وما عملت في الجواب من التهوين والاستخفاف بنفسك والعصيان . وهناك تعلم هل أنت من أهل الايمان أو من أهل الكفران . وانظر فيما ذكرناه في ذلك المكان من الدواء فداويه عقلك وقلبك بغاية الامكان ، فلا بد لك من يوم