responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 19


والخراب الذي اخذ يضرب بأطنابه في أطراف الدولة أدركوا بان الامر - إذا تم التأمل فيه - كان يستدعي المبادرة إلى انقاذ ما يمكن انقاذه من الدمار والخراب الحتمي ، ورفع السيف عن رقاب المسلمين ، ودفع الانتهاك عن اعراضهم ، وكان لا بد لمدينة الحلة ان تبادر فورا إلى اتخاذ ذلك الموقف السليم ، لما كانت تعج به آنذاك من كبار رجالات الشيعة وعلمائهم أمثال : المحقق الحلي ، والسيد ابن طاووس ، والامام سديد الدين يوسف بن علي والد العلامة الحلي وغيرهم ، وحيث اتفقوا على الكتابة إلى هولاكو كتابا يطلبون فيه الأمان لمدينة الحلة وما يحيطها ، في محاولة أخيرة منهم لايقاف نزيف الدم الكبير الذي صبغ ارض الدولة الاسلامية نتيجة جهل الخلافة في بغداد ، والعمل على صرف توجه المغول لاجتياح باقي مدن العراق ، التي هي بلا شك عاجزة امامهم عن فعل اي شئ .
وبالفعل فقد تشكلت عدة وفود لمقابلة هولاكو والتباحث معه حول السلام وحول ايقاف المجازر المهولة التي حلت بالمسلمين ، كان آخرها - وهو أعظمها - برئاسة السيد ابن طاووس رحمه الله ، وحيث أفلح هذا التدبير في ايقاف الهجوم المغولي ، وانقاذ ما أمكن انقاذه من الأنفس والاعراض والأموال .
ولما استقرت الأمور بعد انحسار المد المغولي الهائج تفرغ السيد ابن طاووس رحمه الله إلى البحث والتأليف والتدريس ، حتى ولي في عام 661 ه‌ نقابة الطالبيين التي استمر بها حتى وفاته في صباح اليوم الخامس من شهر ذي القعدة عام 664 ه‌ ، وحيث حمل جثمانه الطاهر إلى مشهد جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف الأشرف على أصح الأقوال [1] ،



[1] في تحديد قبر السيد ابن طاووس بعض الاختلاف والتفاوت ، فقد ذهب الشيخ البحراني في لؤلؤة البحرين ( 241 ) إلى أن قبره غير معروف الآن . وذكر المحدث النوري في خاتمة المستدرك ( 3 : 472 ) : ان في الحلة في خارج المدينة قبة عالية في بستان نسب إليه ويزار قبره ويتبرك فيها . . . وقال السيد محمد صادق بحر العلوم تعليقا على عبارة الشيخ البحراني المتقدمة : في الحلة اليوم مزار معروف بمقربة من بناية سجن الحلة المركزي الحالي ، يعرف عند أهالي الحلة بقبر رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، يزوره الناس ويتبركون به . . . واما السيد حسن الكاظمي فقد ذكر في خاتمة كتاب الموسوم بتحية أهل القبور بما هو مأثور : واعجب من ذلك خفاء قبر السيد جمال الدين علي بن طاووس صاحب الاقبال . . والذي يعرف بالحلة بقبر السيد علي بن طاووس في البستان هو قبر ابنه السيد علي بن السيد علي المذكور ، فإنه يشترك معه في الاسم واللقب .

19

نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست