responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي    جلد : 1  صفحه : 373


قالت : لما توفي أخي محمد بن الرضا عليهما السلام صرت يوما إلى امرأته أم الفضل [1] بسبب احتجت إليها فيه قالت : فبينا نحن نتذاكر فضل محمد وكرمه وما أعطاه الله من العلم والحكمة ، إذ قالت امرأته أم الفضل :
يا حكيمة أخبرك عن أبي جعفر بن الرضا عليه السلام بأعجوبة لم يسمع أحد مثلها ؟
قلت : وما ذاك ؟ قالت : إنه كان ربما أغارني مرة بجارية ، ومرة بتزويج فكنت أشكو إلى المأمون فيقول : يا بنية احتملي فإنه ابن رسول الله صلى الله عليه وآله .
فبينا أنا ذات ليلة جالسة إذ أتت امرأة ، فقلت : من أنت ؟ - وكأنها قضيب بان [2] أو غصن خيزران - قالت : أنا زوجة لأبي جعفر . قلت : من أبو جعفر ؟
قالت : محمد بن الرضا عليهما السلام وأنا امرأة من ولد عمار بن ياسر .
قالت : فدخل علي من الغيرة ما لم أملك نفسي ، فنهضت من ساعتي ، فصرت إلى المأمون ، وقد كان ثملا [3] من الشراب ، وقد مضى من الليل ساعات ، فأخبرته بحالي وقلت : إنه يشتمني ويشتمك ، ويشتم العباس وولده ، قالت : وقلت ما لم يكن .
فغاظه ذلك مني جدا ، ولم يملك نفسه من السكر ، وقام مسرعا فضرب بيده إلى سيفه ، وحلف أنه يقطه بهذا السيف ما بقي في يده ، وصار إليه .
قالت : فندمت عند ذلك ، وقلت في نفسي : ما صنعت ، هلكت وأهلكت . قالت :
فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع ، فدخل إليه ، وهو نائم ، فوضع فيه السيف ، فقطعه قطعة قطعة ، ثم وضع السيف على حلقه فذبحه ، وأنا أنظر إليه وياسر الخادم ، وانصرف وهو يزبد [4] مثل الجمل .



[1] زاد في بعض النسخ : بنت المأمون الخليفة العباسي .
[2] البان : شجر معتدل القوام ، لين ورقه كورق الصفصاف ، يشبه به القد لطوله .
[3] الثمل الذي أخذ منه الشراب والسكر .
[4] تزبد الانسان : إذا غضب وظهر على صماغيه زبدتان . والزبد : زبد الجمل الهائج ، وهو لغامه الأبيض الذي تتلطخ به مشافره إذا هاج .

373

نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست