نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 157
ثم رجع من مسجد الفتح إلى معسكره فصاح بحذيفة بن اليمان - وكان قريبا - ثلاثا ، فقال في الثالثة : لبيك يا رسول الله . قال : تسمع صوتي ولا تجيبني ؟ فقال : منعني شدة البرد . فقال : اعبر الخندق : فاعرف خبر قريش والأحزاب ، وارجع ، ولا تحدث حدثا حتى ترجع إلي . فقمت وأنا أنتقض من البرد ، فعبرت الخندق ، وكأني في الحمام ، فصرت إلى معسكرهم فلم أجد هناك إلا خيمة أبي سفيان وعنده جماعة من وجوه قريش ، وبين أيديهم نار تشتعل مرة وتخبوا أخرى ، فانسللت فجلست بينهم . فقال أبو سفيان : إن كنا نقاتل أهل الأرض فنحن بالقدرة عليه ، وإن كنا نقاتل أهل السماء كما يقول محمد فلا طاقة لنا بأهل السماء ، أنظروا بينكم لا يكون لمحمد عين بيننا ، فليسأل بعضكم بعضا . قال حذيفة : فبادرت إلى الذي عن يميني فقلت : من أنت ؟ قال : خالد بن الوليد . وقلت للذي عن يساري : من أنت ؟ قال : فلان . فلم يسألني أحد منهم . ثم قال أبو سفيان لخالد : إما أن تتقدم أنت فتجمع إلي الناس ليلحق بعضهم ببعض ، فأكون على الساقة ، وإما أن أتقدم أنا ، وتكون على الساقة . قال : بل أتقدم أنا وتتأخر أنت . فقاموا جميعا فتقدموا وتأخر أبو سفيان ، فخرج من الخيمة وأنا اختفيت في ظلها ، فركب راحلته وهي معقولة من الدهش الذي كان به ، فنزل يحل العقال فأمكنني قتله ، فلما هممت بذلك تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله لي : " لا تحدثن حدثا حتى ترجع إلي " . فكففت ورجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقد طلع الفجر ، فحمد الله ، ثم صلى بالناس الفجر ، ونادى مناديه : لا يبرحن أحد مكانه إلى أن تطلع الشمس . فما أصبح إلا وقد تفرق عنه الجماعة إلا نفرا يسيرا .
157
نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 157