نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 66
وصاحبي » ، ومن الواضح انّها لم تتحقق إلاّ في المدينة المنورة بشهادة ذيل الحديث بأنّه « لا يبقين في المسجد باب إلاّ سدّ ، إلاّ باب أبي بكر » . فإذاً كيف يخطب النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » عائشة في مكة المكرمة قبل الهجرة ويعتذر هو بالأخوة الخاصة المتحققة في المدينة ، فالتاريخ يشهد على وضع الرواية الأُولى وكذبها ، وليست هذه الرواية فريدة من نوعها ، بل حيكت على منوالها رواية أُخرى أيضاً أخرجها ابن الجوزي في كتابه عن أبي صالح عن أبي هريرة ، قال : لما دخل رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » المدينة مهاجراً من مكة أشعث أغبر أكثر عليه اليهود المسائل والنبي « صلى الله عليه وآله وسلم » يجيبهم جواباً متداركاً بإذن اللّه عزّ وجلّ ، وكانت خديجة قد ماتت بمكة ، فلما ان دخل النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » المدينة واستوطنها طلب التزويج ، فقال لهم : أنكحوني ، ف آتاه جبريل « عليه السلام » بخرقة من الجنة طولها ذراعين في عرض شبر ، فيها صورة لم ير الراؤون أحسن منها ، فنشرها جبريل ، وقال : يا محمد إنّ اللّه تعالى يقول لك : أن تزوج على هذه الصورة ، فقال له النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » : أنا من أين لي مثل هذه الصورة يا جبريل ؟ فقال له جبريل : إنّ اللّه يقول لك تزوج ابنة أبي بكر الصديق . فمضى رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » إلى منزل أبي بكر فقرع الباب ، ثمّ قال : يا أبا بكر إنّ اللّه أمرني أن أُصاهرك ، وكان له ثلاث بنات فعرضهن على رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » ، فقال رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » : إنّ اللّه أمرني أن أتزوج بهذه الجارية ، وهي عائشة ، فتزوجها رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » . قال الخطيب : رجاله كلّهم ثقات غير محمد بن الحسن ونراه مما صنعت يداه . وأعقبه ابن الجوزي بقوله : ما أبعد الذي وضعه عن العلم ، فإنّ رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » تزوج عائشة وهو بمكة ولم يكن لأبي بكر حينئذ ثلاث بنات ، ما كان له غير
66
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 66