نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 64
بصيغ مختلفة ) هي التساهل أمام الروايات الدالة على أنّ الإنسان مسيّر ، والقضاء والقدر حاكم على مصيره وتصرفاته ، وليس له أي اختيار في انتخاب ما ينوط به الإيمان والكفر . أو التساهل أمام الروايات الهائلة المدسوسة في الأحاديث الإسلامية من قبل مستسلمة أهل الكتاب ، الدالة على التشبيه والتجسيم وإثبات الجهة . إنّ المتبجحين برفض العقل كابن تيمية والذهبي وابن قيم الجوزية ومن حذا حذوهم كمحمد بن عبد الوهاب وأخيراً الشيخ الألباني ، قد اتخذوا لأنفسهم موقفاً مسبقاً في مجال أخذ الحديث ورفضه ، فالمعيار عندهم هو اتّباع السلف ومخالفة الخلف أخذاً بقول الشاعر : وكلّ خير في اتّباع من سلف وكلّ شرّ في ابتداع من خلف ( 1 ) وكلامهم هذا نظير ما حكاه سبحانه عن المشركين قال : ( . . . قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) ( البقرة / 170 ) . فإذا كان هذا هو المعيار فأكثر المحدثين - المغترّين بروايات مستسلمة أهل الكتاب ككعب الأحبار وتميم الداري ووهب بن منبه وغيرهم ممّن بثوا في الأوساط الإسلامية الإسرائيليات والمسيحيات - كانوا هم القائلين بالجبر والتجسيم والتشبيه ، ومن كان هؤلاء أئمّته فأولى أن يتبجح برفض العقل .
1 - المصدر السابق : 117 .
64
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 64