نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 538
ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون ، فأُخذت المرأة إلى بيت فرعون فصنع إلى ابرام خيراً بسببها وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأُتن وجمال فضرب الربُّ فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة ابرام . فدعا فرعون أبرام وقال : ما هذا الذي صنعت بي ، لماذا لم تخبرني انّها امرأتك لماذا قلت هي أُختي حتى أخذتها لي لتكون زوجتي ، والآن هو ذا امرأتك خذها واذهب فأوصى عليه فرعون رجالاً فشيعوه وامرأته وكلّ ما كان له . ( 1 ) وثالثاً : نفترض انّه كذب في هذه المواضع الثلاثة ، ولكنّه ما كذب إلاّ تقية وصيانة لنفسه عن تعرض العدو الماكر ، فقد امتثل واجبه ، قال سبحانه : ( إِلا أن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاة ) ( آل عمران / 28 ) وقال سبحانه : ( إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمان ) ( النحل / 106 ) . وعندئذ فما معنى قوله : ما منها كذبة إلا ما حلّ بها عن دين اللّه ؟ أي خرج بها عن دين اللّه ، يقال : حلَّ الرجل أي خرج من إحرامه . وربما يجعل فعلاً من ماحل يماحل أي دافع ، يدافع بمعنى انّه دافع عن دين اللّه ولكنّه لا يناسب سياق الكلام ، فإنّه إذا دافع بهذه الكذبات عن دين اللّه فقد امتثل المعروف فلِمَ لا تقبل شفاعته ، مع أنّ مثل هذا الكذب أفضل من صدق يترتب عليه مفسدة كبيرة . ورابعاً : انّ المسيح يعتذر بقوله : « إنّي عُبدت من دون اللّه » وأي ذنب للمسيح إذا عبده غيره ؟ قال سبحانه : ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى ) ( الأنعام / 164 ) وقال سبحانه : ( وإِذْ قالَ اللّهُ يا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنّاسِ اتَّخِذُوني وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لي بِحَقّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما في نَفْسي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ
1 - التوراة ، سفر التكوين 12 و 13 ، الأصحاح الثاني عشر .
538
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 538