responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 524


قدر عليَّ قبل أن أخلق .
فقال رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » : فحجَّ آدم موسى مرتين . ( 1 ) أقول : إنّ الاحتجاج بالقدر في تبرير المعاصي فكرة جاهلية قد أشار إليها سبحانه في كتابه الكريم ، فقال : ( سَيَقُولُ الّذينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيء كَذلِكَ كَذَّبَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْم فَتُخْرِجُوهُ لَنا ان تَتَّبِعُونَ إِلاّ الظنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَخْرُصُونَ ) ( الأنعام / 148 ) .
وقال سبحانه : ( وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاء أَتَقُولُونَ عَلى اللّهِ ما لا تَعْلَمُون ) ( الأعراف / 28 ) فالآيتان تشيران إلى الفكرة الرائجة في العصر الجاهلي فانّهم كانوا يبررّون شركهم ، وشرك آبائهم وتحريمهم الحلال واقترافهم الآثام بتقديره سبحانه وعلمه بأفعالهم وهي نفس الفكرة التي طرحتها الرواية حيث احتجّ آدم على موسى وأفحمه بأنّه وجده قد قدّر عليه قبل أن يخلق ، والتقدير ليست إلاّ مشيته سبحانه وتعالى الواردة في الآية الأُولى : ( لَوْ شاءَ اللّه ما أَشْرَكْنا ) أو أمره سبحانه الوارد في الآية الثانية « واللّه أمرنا بها » .
حتّى انّ الفكرة لم تجتثَّ من أُصولها بعد مجيء الإسلام ، وهذا هو السيوطي ينقل عن عبد اللّه بن عمر انّه جاء رجل إلى أبي بكر فقال : أرأيت الزنا بقدر ؟ قال : نعم : قال : فانّ اللّه قدره عليَّ ثمّ يعذبني ؟ ! قال : نعم ، يا ابن اللخناء أما واللّه لو كان عندي إنسان أمرته أن يجأ أنفك . ( 2 )


1 - صحيح البخاري : 4 / 158 ، باب وفاة موسى . 2 - السيوطي : تاريخ الخلفاء : 95 .

524

نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 524
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست