responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 456


« صلى الله عليه وآله وسلم » : اللّهمّ مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك . ( 1 ) هذه الرواية من الروايات التي يفوح منها التجسيم حيث أثبت للّه سبحانه أصابع أوّلاً ، ثمّ أثبت انّ قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابعه ، فلو أخذنا بظاهره فهو تجسيم وكفر وإلحاد ، ولو أوّلناه لصرنا جهميين مطرودين عند السلف .
يقول النووي : هذا من أحاديث الصفات وفيها القولان السابقان قريباً أحدهما : الإيمان بها من غير تعرض لتأويل ولا لمعرفة المعنى بل يؤمن بأنّها حقّ وانّ ظاهرها غير مراد ، قال اللّه تعالى : ( ليس كمثله شيء ) .
والثاني : يُتأول بحسب ما يليق بها فعلى هذا المراد ، المجاز كما يقال فلان في قبضتي وفي كفي لا يراد به أنّه حالّ في كفه بل المراد تحت قدرتي ، ويقال : فلان بين أصبعيّ أقلّبه كيف شئت ، أي انّه منّي على قهره والتصرف فيه كيف شئت فمعنى الحديث : انّه سبحانه وتعالى متصرّف في قلوب عباده وغيرها كيف شاء لا يمتنع عليه منها شيء ولا يفوته ما أراده ، كما لا يمتنع على الإنسان ما كان بين إصبعيه ، فخاطب العرب بما يفهمونه ومثّله بالمعاني الحسية تأكيداً له في نفوسهم . ( 2 ) يلاحظ عليه : أنّ التعبير الرائج في اللغة العربية عن القدرة القاهرة هي القبضة واليمين ، قال سبحانه : ( وَما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَومَ القِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ ) ( الزمر / 67 ) فالأرض بسعتها في قبضته سبحانه أي قدرته القاهرة عليها كما انّ السماوات بسعتها تنطوي بقدرته .


1 - صحيح مسلم : 8 / 51 ، باب تصريف اللّه تعالى القلوب كيف شاء . 2 - شرح النووي على صحيح مسلم : 16 / 443 برقم 2654 باب تصريف اللّه تعالى القلوب كيف شاء .

456

نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست