نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 351
فأوحى اللّه إليه أفي أنْ قرصتْك نملة أهلكتَ أُمّة من الأُمم تسبح . ( 1 ) إنّ هذا النبي سواء أكان من أُولي العزم أو من غيرهم ، إنسان معصوم لا يأخذ البريء بذنب المجرم ، فلو افترضنا انّ النملة كانت مجرمة - مع أنّها ليست كذلك لأنّ عملها عمل غريزي - فما هو ذنب سائر النمل ؟ إنّ المحرِّق كان أقل شعوراً ورأفة من جنود سليمان فانّهم ما كانوا يحطّمون النمل عن شعور ولو كانوا يحطمون فانّما يفعلون ذلك دون أي شعور ، قال سبحانه : ( حَتّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) ( النمل / 18 ) . وهذا النبي المزعوم كان أقلّ رأفة وعطفاً من جنود سليمان حيث أحرق وادي النمل عن علم وشعور ، بجرم نملة واحدة وقد عرفت انّ عملها لم يكن جناية . إنّ عليّاً « عليه السلام » لم يكن نبيّاً بل كان وصياً ولكنّه يقول : واللّه لو أُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت وانّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ، ما لعليّ ولنعيم يفنى ، ولذة لا تبقى . ( 2 ) أضف إلى ذلك انّ النبي قد نهى عن قتل أربعة من الدواب : النملة - النحلة - الهدهد - الصُّرد . ( 3 )
1 - صحيح مسلم : 7 / 43 ، باب النهي عن قتل النمل من كتاب قتل الحيات وغيرها . 2 - نهج البلاغة ، الخطبة 224 . 3 - سنن أبي داود : 4 / 367 برقم 5276 .
351
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 351