responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 328


هبوطه منها ، إذ أنشأه تاماً مستوياً طوله ستون ذراعاً وعرضه سبعة أذرع لم يتغير من حال إلى حال ولم يكن مثل ذريته حتى تكون نطفة ثمّ علقة إلى أن يكون رجلاً سوياً بل خلقه دفعة واحدة على صورته التي رآها عليها بنوه في الأرض .
ولكن التأويل باطل جداً لمخالفته ما نقلناه عنه ، كما يخالف ما روي عنه مرفوعاً : خلق آدم على صورة الرحمن . ( 1 ) كما يخالف ما روي عنه انّ موسى ضرب الحجر لبني إسرائيل فتفجر فقال : اشربوا يا حمير ، فأوحى اللّه إليه عمدت إلى خلق خلقتهم على صورتي فشبهتهم بالحمير . ( 2 ) كلّ هذه الأحاديث تدل على أنّ الرواية لا تقبل التأويل .
الثاني : انّه إذا كان طول آدم ستين ذراعاً فلازم تناسب أعضائه أن يكون عرضه سبعة عشر ذراعاً وسُبع الذراع ، وإذا كان عرضه سبعة أذرع يجب أن يكون طوله أربعة وعشرين ذراعاً ونصف الذراع ، لأنّ عرض الإنسان مع استواء خلقه ، بقدر سبعي طوله ، فما بال أبي هريرة يقول طوله 60 ذراعاً في سبعة أذرع عرضاً ؟ ! فهل كان آدم غير متناسب في خلقته مشوَّهاً في تركيبه ؟ !
الثالث : انّ تحية السلام إنّما شرعت في دين الإسلام وقد قال رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » : ما حسدكم اليهود على شيء كما حسدوكم على السلام ، فلولا اختصاصه بهذه الأُمّة ما اختصوهم بالحسد عليه ، فما بال أبي هريرة يقول في هذا الحديث : « فلما خلق اللّه آدم ، قال : اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة ، فاستمع ما يحيونك فانّها تحيتك وتحية ذريتك » .
وعلى أية حال فما رأي أُولي النظر في هذا الخبر ؟ وماذا يقولون في قول أبي هريرة : ولم يزل الخلق ينقص بعده حتّى الآن ؟ ( 3 )


1 - إرشاد الساري : 5 / 319 . 2 - كتاب تأويل مختلف الحديث ، ص 180 . 3 - عبد الحسين شرف الدين : أبو هريرة : 63 - 66 .

328

نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست