نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 32
اللّه ، فأتوا به قُباء ، ومسجد الفضيخ ومشربة أُمّ إبراهيم ، وأُحد ، وكل ذلك يسألهم ؟ ويخبرونه عما كان . ثمّ أمر أبان بن عثمان أن يكتب له سِيَر النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » ومغازيه . فقال أبان : هي عندي قد أخذتها مصححة ممن أثق به . فأمر بنسخها وألقى فيها إلى عشرة من الكُتّاب ، فكتبوها في رقّ فلما صارت إليه ، نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين ، وذكر الأنصار في بدر . فقال : ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل ، فأمّا أن يكون أهل بيتي غمصوا عليهم ، وأمّا أن يكونوا ليس هكذا . فقال أبان بن عثمان : أيّها الأمير لا يمنعنا ما صنعوا . . . أن نقول بالحقّ ، هم على ما وصفنا لك في كتابنا هذا . قال سليمان : ما حاجتي إلى أن أنسخ ذاك حتّى أذكره لأمير المؤمنين لعله يخالفه ، فأمر بذلك الكتاب فخُرق ، وقال : أسأل أمير المؤمنين إذا رجعت ، فإن يوافقه فما أيسر نسخه . فرجع سليمان بن عبد الملك فأخبر أباه بالذي كان من قول أبان . فقال عبد الملك : وما حاجتك أن تُقدم بكتاب ليس لنا فيه فضل ؟ تُعرِّف أهل الشام أُموراً لا نريد أن يعرفوها . قال سليمان : فلذلك - يا أمير المؤمنين - أمرت بتخريق ما كنت نسخته حتى استطلع رأي أمير المؤمنين ، فصوب رأيه . ( 1 )
1 - الموفقيات للزبير بن بكار : 222 - 223 .
32
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 32