نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 30
الوجه هو القول الفصل . ومن جملة تلك الشواهد التاريخية : 1 . جاء علقمة بكتاب من مكة - أو اليمن - صحيفة فيها أحاديث في أهل البيت ، بيت النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » فاستأذنا على عبد اللّه [ بن مسعود ] ، فدخلنا عليه ، قال : فدفعنا إليه الصحيفة . قال : فدعا الجارية ، ثمّ دعا بطست فيها ماء . فقلنا له : يا أبا عبد الرحمان ، أنظر فيها ، فانّ فيها أحاديث حساناً ، قال : فجعل يميثها فيها ، ويقول : ( نَحْنُ نقصُّ عليكَ أَحْسَنَ الْقصص بِما أَوحَيْنا إليكَ هذا القُرآن ) . القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها ما سواه ( 1 ) إنّ الصحيفة المعرضة للإبادة ترتبط بأهل البيت « عليهم السلام » ، وكأنّ الراوي اعتنى بهذه النقطة ، فاستعمل عطف البيان للتأكيد على المراد بأهل البيت ، وليلفت نظر عبد اللّه بن مسعود إلى أنّهم أهل بيت النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » . ولكن عبد اللّه لم يعر اهتماماً وأباد الصحيفة . والتبريرات المذكورة لمنع التدوين لا يجري شيء منها هنا ، فلا اختلاط لما في الصحيفة بالقرآن ولا الاشتغال بأحاديث في صحيفة ، تلهي عن القرآن ، ومع ذلك فانّ عبد اللّه بن مسعود أباد الصحيفة لما فيها ما يرجع إلى أهل البيت ، بيت النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » ، وإن برّر عمله بانّ الاشتغال بالحديث هو اشتغال بما سوى القرآن ، ولكن هذا التبرير كان واجهة لما ارتكب ، وفي الواقع كان المحتوى يسلب الشرعية عن السلطة الحاكمة وينافي سياستها القائمة ، لأنّ الأحاديث النبوية الواردة في أهل البيت « عليهم السلام » إنّما تدل على فضلهم وتؤكد على خلافتهم عن النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » وتجعلهم
1 - تقييد العلم : 54 وقد رواه بأسانيد وصور مختلفة تشترك الجميع في غسل الصحيفة التي فيها أحاديث الرسول « صلى الله عليه وآله وسلم » .
30
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 30