نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 66
فإنّي لا أقبل إلَّا الطيب يراد به وجهي ، و اقرن مع ذلك صلة الأرحام فإنّي أنا الله الرحمن الرحيم ، و الرحم خلقتها فضلا من رحمتي ليتعاطف بها العباد ، و لها عندي سلطان في معاد الآخرة ، و أنا قاطع من قطعها ، و واصل من وصلها ، و كذلك أفعل بمن ضيّع أمري . يا موسى ، أكرم السائل إذا سألك بردّ جميل أو بإعطاء يسير فإنّه يأتيك من ليس بإنس و لا جانّ . ملائكة الرحمن يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك ؟ و كيف مؤاساتك فيما خوّلتك ؟ و اخشع ليّ بالتضرّع ، و اهتف بولولة الكتاب ، و اعلم أنّي أدعوك دعاء السيّد مملوكه ليبلغ به شرف المنازل ، و ذلك من فضلي عليك و على آبائك الأوّلين . يا موسى ، لا تنسني على كلّ حال ، و لا تفرح بكثرة المال ، فإنّ نسياني يقسي القلوب ، و مع كثرة المال كثرة الذنوب ، الأرض مطيعة و السماء مطيعة و البحار مطيعة ، و عصياني شقاء الثقلين ، و أنا الرحمن الرحيم ، و رحمان كلّ زمان آتي بالشدّة بعد الرخاء و بالرخاء بعد الشدّة ، و بالملوك بعد الملوك و ملكي دائم لا يزول ، و لا يخفى عليّ شيء في الأرض و لا في السماء ، و كيف يخفى عليّ ما منّي مبتدأه ؟ و كيف لا يكون همّك فيما عندي و إليّ ترجع لا محالة ؟ يا موسى ، اجعلني حرزك وضع عندي كنزك من الباقيات الصالحات ، و خفني و لا تخف غيري إليّ المصير . يا موسى ، ارحم من هو أسفل منك في الخلق ، و لا تحسد من هو فوقك ، فإنّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . يا موسى ، إنّ ابني آدم تواضعا في منزلة لينالا بها فضلي و رحمتي و قرّبا قربانا ، و لا أقبل إلَّا من المتّقين ، فكان من شأنهما ما قد علمت ، فكيف تثق بالصاحب بعد الأخ و الوزير ؟
66
نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 66