نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 193
فلم يزل الرضا عليه السلام معهم في ذلك اليوم إلى وقت الزوال ، فقال لهم - حين حضر وقت الزوال - : " أنا أصلي وأصير إلى المدينة للوعد الذي وعدت به والي المدينة ليكتب جواب كتابه ، وأعود إليكم بكرة إن شاء الله تعالى " . قال : فأذن عبد الله بن سليمان ، وأقام ، وتقدم الرضا عليه السلام فصلى بالناس وخفف القراءة وركع تمام السنة ، وانصرف . فلما كان من الغد عاد إلى مجلسه ذلك ، فأتوه بجارية رومية فكلمها بالرومية ، والجاثليق يسمع ، وكان فهما بالرومية ، فقال الرضا عليه السلام بالرومية : " يا أمة الله أيما أحب إليك : محمد أو عيسى ؟ " فقالت : كان فيما مضى عيسى أحب إلي ، حين لم أكن أعرف محمدا " ، فأما إن عرفت محمدا فمحمد الان أحب إلي من عيسى ، وم كل نبي . فقال لها الجاثليق : فإذا كنت دخلت في دين محمد ، فتبغضين عيسى ؟ قالت : معاذ الله بل أحب عيسى وأؤمن به ، ولكن محمدا " أحب إلي . فقال الرضا عليه السلام للجاثليق : " فسر للجماعة ما تكلمت به الجارية ، وما قلت أنت لها ، وما أجابتك به " . ففسر لهم الجاثليق ذلك كله ، ثم قال الجاثليق : يا ابن محمد ها هنا رجل سندي ، وهو نصراني صاحب احتجاج وكلام بالسندية ، فقال له : " أحضرنيه " . فأحضره ، فتكلم معه بالسندية ثم أقبل يحاجه وينقله من شئ إلى شئ بالسندية في النصرانية ، فسمعت السندي يقول بالسندية ، ثبطي ثبطي ثبطلة [1] فقال الرضا عليه السلام : " قد وحد الله تعالى بالسندية " .