responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 71


< فهرس الموضوعات > اختلاف ألوان الطير وعلة ذلك < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ريش الطائر ووصفه < / فهرس الموضوعات > ( الطائر الطويل الساقين والتدبير في ذلك ) هل رأيت يا مفضل هذا الطائر الطويل الساقين [1] وعرفت ما له من المنفعة في طول ساقيه ، فإنه أكثر ذلك في ضحضاح [2] من الماء فتراه بساقين طويلين ، كأنه ربيئة [3] فوق مرقب [4] وهو يتأمل ما يدب في الماء ، فإذا رأى شيئا مما يتقوت به ، خطا خطوات رقيقا حتى يتناوله ، ولو كان قصير الساقين وكان يخطو نحو الصيد ليأخذه ، يصيب بطنه الماء ، فيثور ويذعر منه ، فيفرق عنه ، فخلق له ذلك العمودان ليدرك بهما حاجته ولا يفسد عليه مطلبه .
تأمل ضروب التدبير في خلق الطائر ، فإنك تجد كل طائر طويل الساقين طويل العنق ، وذلك ليتمكن من تناول طعمه من الأرض ولو كان طويل الساقين قصير العنق ، لما استطاع أن يتناول شيئا من الأرض وربما أعين مع العنق بطول المناقير ، ليزداد الأمر عليه سهولة وإمكانا أفلا ترى أنك لا تفتش شيئا من الخلقة إلا وجدته على غاية الصواب والحكمة .
( العصافير وطلبها للأكل ) أنظر إلى العصافير ، كيف تطلب أكلها بالنهار فهي لا تفقده ولا تجده مجموعا معدا ، بل تناله بالحركة والطلب ، وكذلك الخلق كله فسبحان من



[1] ينطبق الوصف الذي ذكره الإمام الصادق للطائر الطويل الساقين على بعض الطيور المائية كالنحام والأنيس .
[2] الضحضاح : الماء اليسير أو القريب القعر .
[3] الربيئة : العين التي ترقب ، أو الطليعة الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو ، ولا يكون إلا على جبل .
[4] المرقب : الموضع المرتفع يعلوه الرقيب جمعه مراقب .

71

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست