responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 22


< فهرس الموضوعات > الحواس الخمس واعمالها وما في ذلك من الاسرار < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > تقدير الحواس بعضها يلقي بعضا < / فهرس الموضوعات > ( الحواس الخمس وأعمالها وما في ذلك من الأسرار ) فلما لم يكن لها في شئ من هذه الأعضاء موضع ، كان الرأس أسنى المواضع للحواس ، وهو بمنزلة الصومعة لها . فجعل الحواس خمسا تلقى خمسا لكي لا يفوتها شئ من المحسوسات . . فخلق البصر ليدرك الألوان فلو كانت الألوان ولم يكن بصر يدركها . لم تكن فيها منفعة . وخلق السمع ليدرك الأصوات ، فلو كانت الأصوات ولم يكن سمع يدركها ، لم يكن فيها إرب ، وكذلك سائر الحواس . ثم هذا يرجع متكافيا ، فلو كان بصر ولم تكن الألوان ، لما كان للبصر معنى ، ولو كان سمع ولم تكن أصوات ، لم يكن للسمع موضع .
( تقدير الحواس بعضها يلقى بعضا ) فانظر كيف قدر بعضها يلقى بعضا ، فجعل لكل حاسة محسوسا [1] يعمل فيه . ولكل محسوس [2] حاسة تدركه ، ومع هذا فقد جعلت أشياء متوسطة بين الحواس والمحسوسات ، لا تتم الحواس إلا بها ، كمثل الضياء والهواء ، فإنه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر ، لم يكن البصر يدرك اللون ، ولم لم يكن هواء يؤدي الصوت إلى السمع ، لم يكن السمع يدرك الصوت .
فهل يخفى عليه من صح نظره وأعمل فكره ، إن مثل هذا الذي وصفت من


( 1 - 2 ) لعل الأصل في كلمة محسوس هنا هو ( حس ) ولا تأتي كلمة محسوس هنا ، لأن حس بمعنى شعر وعلم فعل لازم ، ومن البديهي عدم جواز صيغة اسم المفعول من الفعل اللازم ، إلا إذا عدي بحرف الجر أو جاء مع المصدر أو الظرف ، ويأتي فعل حسن متعديا بغير هذا المعنى ، فيقال : حسه إذا قتله واستأصله .

22

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست