responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 13


وبصره على ملاقاة الضياء هاج الطلق [1] بأمه فأزعجه أشد إزعاج وأعنفه حتى يولد ، فإذا ولد صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم أمه إلى ثديها وانقلب الطعم واللون إلى ضرب آخر من الغذاء وهو أشد موافقة للمولود من الدم فيوافيه في وقت حاجته إليه ، فحين يولد قد تلمظ [2] وحرك شفتيه طلبا للرضاع ، فهو يجد ثدي أمه كالأداوتين [3] المعلقتين لحاجته فلا يزال يتغذى باللبن ، ما دام رطب البدن رقيق الأمعاء لين الأعضاء . حتى إذا يحرك ، واحتاج إلى غذاء فيه صلابة ليشتد ويقوى بدنه ، طلعت له الطواحن من الأسنان والأضراس [4] ليمضغ [5] بها الطعام ، فيلين عليه . ويسهل له إساغته ، فلا يزال كذلك حتى يدرك ، فإذا أدرك وكان ذكرا طلع الشعر في وجهه ، فكان ذلك علامة الذكر ، وعز الرجل الذي يخرج به من جدة الصبا وشبه النساء . وإن كانت أنثى يبقى وجهها نقيا من الشعر ، لتبقى لها البهجة ، والنضارة التي تحرك الرجل لما فيه دوام النسل وبقاؤه .
اعتبر يا مفضل فيما يدبر به الإنسان في هذه الأحوال المختلفة ، هل ترى مثله يمكن أن يكون بالإهمال ؟ أفرأيت لو لم يجر إليه ذلك الدم وهو في الرحم ، ألم يكن سيذوي ويجف كما يجف النبات إذا فقد الماء ، ولو لم يزعجه المخاض عند استحكامه ألم يكن سيبقى في الرحم كالمؤود [6] في الأرض ؟ ولو لم يوافقه



[1] الطلق ( بسكون الثاني ) وجع الولادة .
[2] تلمظ : إذا أخرج لسانه فمسح به شفتيه .
[3] الإداوة : بكسر ففتح - إناء صغير من جلد يتخذ للماء ، جمعه أداوي .
[4] الطواحن : هي الأضراس ، وتطلق الأضراس غالبا على المآخير والأسنان على المقاديم ، كما هو الظاهر هنا ، وإن لم يفرق اللغويون بينهما .
[5] مضغ الطعام : لاكه بلسانه .
[6] وأد البنت : دفنها في التراب وهي حية ، كما كان العرب يفعلون ذلك في العهد الجاهلي .

13

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست