responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 111


< فهرس الموضوعات > المجلس الرابع < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الموت والفناء وانتقاد الجهال وجواب ذلك < / فهرس الموضوعات > المترفين ومن نشأ في الجدة والأمن ، يخرجون إليه أن أحدهم ينسى أنه بشر ، وأنه مربوب أو أن ضررا يمسه ، أو أن مكروها ينزل به ، أو أنه يجب عليه أن يرحم ضعيفا ، أو يواسي فقيرا ، أو يرثي المبتلي ، أو يتحنن على ضعيف ، أو يتعطف على مكروب ، فإذا عضته المكاره ووجد مضضها ، اتعظ وابصر كثيرا مما كان جهله وغفل عنه ، ورجع إلى كثير مما كان يجب عليه .
والمنكرون لهذه الأمور المؤذية بمنزلة الصبيان الذين يذمون الأدوية المرة البشعة ، ويتسخطون من المنع من الأطعمة الضارة ، ويتكرهون الأدب والعمل ، ويحبون أن يتفرغوا للهو والبطالة ، وينالوا مطعم ومشرب ، ولا يعرفون ما تؤديهم إليه البطالة من سوء النشو والعادة ، وما تعقبهم الأطعمة اللذيذة الضارة من الأدواء والأسقام ، وما لهم في الأدب من الصلاح ، وفي الأدوية من المنفعة ، وإن شاب ذلك بعض الكراهة ، فإن قالوا : فلم لم يكن الإنسان معصوما من المساوي ، حتى لا يحتاج إلى أن تلذعه هذه المكاره ، قيل : إذا كان يكون غير محمود على حسنه يأتيها ، ولا مستحقا للثواب عليها .
فإن قالوا : وما كان يضره أن لا يكون محمودا على الحسنات مستحقا للثواب ، بعد أن يصير إلى غاية النعيم واللذات ؟ قيل لهم : اعرضوا على امرئ صحيح الجسم والعقل ، أن يجلس منعما ، ويكفي كلما يحتاج إليه بلا سعي ولا استحقاق ، فانظروا هل تقبل نفسه ذلك ، بل ستجدونه بالقليل مما يناله بالسعي والحركة أشد اغتباطا وسرورا بالكثير مما يناله بغير الاستحقاق ، وكذلك نعيم الآخرة أيضا يكمل لأهله بأن ينالوه بالسعي فيه والاستحقاق له فالنعمة على الإنسان في هذا الباب مضاعفة ، فإن أعد الثواب الجزيل على سعيه في هذه الدنيا وجعل له السبيل إلى أن ينال ذلك بسعي واستحقاق ، فيكمل السرور والاغتباط بما يناله منه . . . فإن قالوا : أو ليس قد يكون من الناس من يركن إلى ما نال من خير ، وإن كان لا يستحقه ، فما الحجة في منع من رضي ينال نعيم الآخرة على هذه الجملة ؟ قيل لهم : إن هذا باب لو

111

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست