responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 82


( ضوء القمر وما فيه من المنافع ) فكر في إنارته في ظلمة الليل والإرب في ذلك فإنه مع الحاجة الظلمة لهدوء الحيوان وبرد الهواء على النبات لم يكن صلاح في أن يكون الليل ظلمة داجية لا ضياء فيها ، فلا يمكن فيه شئ من العمل ، لأنه ربما احتاج الناس إلى العمل بالليل ، لضيق الوقت عليهم في بعض الأعمال في النهار ، ولشدة الحر وإفراطه ، فيعمل في ضوء القمر أعمالا شتى ، كحرث الأرض ، وضرب اللبن ، وقطع الخشب ، وما أشبه ذلك ، فجعل ضوء القمر معونة للناس على معائشهم إذا احتاجوا إلى ذلك ، وأنسا للسائرين وجعل طلوعه في بعض . الليل دون بعض ونقص مع ذلك عن نور الشمس وضيائها ، لكيلا ينبسط الناس في العمل انبساطهم بالنهار ، ويمتنعوا من الهدوء والقرار ، فيهلكهم ذلك ، وفي تصرف القمر خاصة في مهله [1] ومحاقه [2] وزيادته ونقصانه وكسوفه ، من التنبيه على قدرة الله تعالى خالفه المصرف له هذا التصريف لصلاح العالم ما يعتبر به المعتبرون .
( النجوم واختلاف مسيرها والسبب في أن بعضها راتبة والأخرى متنقلة ) فكر يا مفضل في النجوم واختلاف مسيرها ، فبعضها لا تفارق مراكزها من الفلك [3] ولا تسير إلا مجتمعة ، وبعضها مطلقة تنتقل في البروج وتفترق في مسيرها ، فكل واحد منها يسير سيرين مختلفين ، أحدهما عام مع الفلك نحو



[1] مهله : أي ظهوره .
[2] المحاق : - بكسر الأول أو ضمه أو فتحه - هو آخر الشهر القمري وقيل ثلاث ليال من آخره .
[3] لعل المراد إنه ليس لها حركة بينة ظاهرة كما في النجوم السيارة .

82

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست