responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 74


( حيلة الطائر أبو نمرة بالحسكة ومنفعتها ) فأما الطائر الصغير الذي يقال له ابن نمرة [1] فقد عشش في بعض الأوقات في بعض الشجر ، فنظر إلى حية عظيمة قد أقبلت نحو عشه فاغرة فاها ، تبغيه لتبتلعه ، فبينما هو يتقلب ويضطرب في طلب حيلة منها إذ وجد حسكة ، فحملها فألقاها في فم الحية فلم تزل الحية تلتوي وتتقلب حتى ماتت . أفرأيت لو لم أخبرك بذلك ، كان يخطر ببالك أو ببال غيرك أنه يكون من حسكة مثل هذه المنفعة ، أو يكون من طائر صغير أو كبير مثل هذه الحيلة . . اعتبر بهذا وكثير من الأشياء يكون فيها منافع لا تعرف بحادث يحدث أو خبر يسمع به .
( النحل عسله وبيوته ) أنظر إلى النحل واحتشاده في صنعة العسل ، وتهيئة البيوت المسدسة وما ترى في ذلك من دقائق الفطنة ، فإنك إذا تأملت العمل رأيته عجيبا لطيفا ، وإذا رأيت المعمول وجدته عظيما شريفا موقعه من الناس ، وإذا رجعت إلى الفاعل الفيتة غبيا جاهلا بنفسه [2] فضلا عما سوى ذلك ، ففي هذا أوضح الدلالة على أن الصواب والحكمة في هذه الصنعة ليس للنحل بل هي للذي طبعه عليها ، وسخره فيها لمصلحة الناس .



[1] في الأصل المطبوع أبو تمرة وهو غير صحيح ، وفي نسخة البحار ابن تمرة . . . وتمرة أو ابن تمرة طائر أصغر من العصفور .
[2] أي ليس له عقل يتصرف في سائر الأشياء على نحو تصرفه في ذلك الأمر المخصوص ، فظهر أن خصوص هذا الأمر إلهام من مدبر حكيم أو خلقة وطبيعة جبله عليها في شأن مصلحته الخاصة ، مع كون هذا الحيوان غافلا عن المصلحة أيضا ، ولعل هذا يؤيد ما يقال إن الحيوانات العجم غير مدركة للكليات . ( من تعليقات البحار ) .

74

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست