responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 66


يعمدون إلى الحب فيقطعونه قطعا . لكيلا ينبت فيفسد عليهم ، فإن أصابه ندى أخرجوه فنشروه حتى يجف ، ثم لا يتخذ النمل الزبية إلا في نشز [1] من الأرض كيلا يفيض السيل فيغرقها ، وكل هذا منه بلا عقل ولا روية ، بل خلقة خلق عليها لمصلحة من الله جل وعز .
أنظر إلى هذا الذي يقال له الليث [2] وتسميه العامة ( أسد الذباب ) وما أعطي من الحيلة والرفق في معاشه ، فإنك تراه حين يحس بالذباب قد وقع قريبا منه . تركه مليا حتى كأنه موات لا حراك به ، فإذا رأى الذباب قد أطمأن وغفل عنه ، دب دبيبا دقيقا ، حتى يكون منه بحيث تناله وثبته ، ثم يثب عليه فيأخذه ، فإذا أخذه اشتمل عليه بجسمه كله ، مخافة أن ينجو منه ، فلا يزال قبضا عليه ، حتى يحس بأنه قد ضعف واسترخى ثم يقبل عليه فيفترسه ، ويحيى بذلك منه .
فأما ( العنكبوت ) فإنه ينسج ذلك النسج ، فيتخذه - شركا ومصيدة للذباب ، ثم يكمن [3] في جوفه ، فإذا نشب فيه الذباب أحال [4] عليه يلدغه ساعة بعد ساعة ، فيعيش بذلك منه .
فذلك [5] يحكي صيد الكلاب والفهود ، وهذا [6] يحكي صيد الاشراك والحبائل .
فانظر إلى هذه الدويبة الضعيفة ، كيف جعل في طبعها ما لا يبلغه الإنسان إلا بالحيلة واستعمال الآلات فيها ، فلا تزدري بالشئ إذا كانت



[1] النشز - بفتحتين - المكان المرتفع جمعه نشاز وانشاز .
[2] الليث : ضرب من العناكب والجمع ليوث ومليثة .
[3] في الأصل المطبوع يتمكن وهو خطأ .
[4] أحال : أقبل ووثب .
[5] يعني به أسد الذباب .
[6] يعني به العنكبوت وفي نسخة - هكذا - .

66

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست