responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 67


العبرة فيه واضحة كالذرة والنملة وما أشبه ذلك فإن المعنى النفيس قد يمثل بالشئ الحقير ، فلا يضع منه ذلك [1] كما لا يضع من الدينار - وهو من ذهب أن يوزن بمثقال من حديد .
( جسم الطائر وخلقته ) تأمل يا مفضل جسم الطائر وخلقته ، فإنه حين قدر أن يكون طائرا في الجو ، خفف جسمه وادمج [2] خلقه ، واقتصر به من القوائم الأربع على اثنتين ، ومن الأصابع الخمس على أربع ، ومن منفذين المزبل والبول على واحد يجمعهما ، ثم خلق ذا جؤجؤ [3] محدد ، ليسهل عليه أن يخرق الهواء كيف ما أخذ فيه ، كما جعلت السفينة بهذه الهيئة ، لتشق الماء وتنفذ فيه ، وجعل في جناحيه وذنبه ريشات طوال متان ، لينهض بها للطيران ، وكسا [4] ، كله الريش ، ليتداخله الهواء فيقله [5] ، ولما قدر أن يكون طعمه الحب واللحم يبلعه بلعا بلا مضغ ، نقص من خلقة الإنسان وخلق له منقار صلب جاسي يتناول به طعمه ، فلا ينسحج [6] من لفظ الحب ، ولا يتقصف [7] من نهش اللحم ، ولما عدم الأسنان ، وصار يزدرد الحب صحيحا واللحم غريضا [8] أعين بفضل حرارة في الجوف تطحن له الطعم طحنا يستغني عن المضغ ، واعتبر ذلك بأن عجم العنب [9]



[1] أي لا ينقص من قدر المعنى النفيس تمثيله بالشئ الحقير .
[2] أدمج خلقه : لفه وأحسنه .
[3] الجؤجؤ من الطائر والسفينة : الصدر والجمع جآجئ .
[4] في الأصل كتبت بالألف المقصورة وهي خطأ .
[5] يقله : يحمله ويرفعه .
[6] ينسحج : أي ينتشر .
[7] يتقصف : أي يتكسر .
[8] الغريض : كل أبيض طرئ .
[9] عجم العنب : ما كان في جوف العنب من النوى الصغير .

67

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست