responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 59


حاجته . . . فمن ذا الذي عوضه مكان العضو الذي عدم ما يقوم مقامه إلا الرؤوف بخلقه ؟ وكيف يكون هذا بالإهمال - كما قالت الظلمة - ؟ فإن قال قائل : فما باله لم يخلق ذا عنق كسائر الأنعام ؟ قيل إن رأس الفيل وأذنيه أمر عظيم ، وثقل ثقيل ، فلو كان ذلك على عنق عظيم ، لهدها وأوهنها ، فجعل رأسه ملصقا بجسمه لكيلا يناله منه ما وصفناه ، وخلق له مكان العنق هذا المشفر ليتناول غذاءه ، فصار مع عدم العنق - مستوفيا ما فيه بلوغ حاجته .
( حياء الأنثى من الفيلة ) أنظر الآن كيف جعل حياء الأنثى من الفيلة في أسفل بطنها ؟ فإذا هاجت للضراب ارتفع وبرز ، حتى يتمكن الفحل من ضربها . . فاعتبر كيف جعل حياء الأنثى من الفيلة على خلاف ما عليه في غيرها من الأنعام ثم جعلت فيه هذه الخلة ليتهيأ للأمر الذي فيه قوام النسل ودوامه .
( الزرافة وخلقتها وكونها ليست من لقاح أصناف شتى ) فكر في خلق الزرافة ، واختلاف أعضائها ، وشبهها بأعضاء أصناف من الحيوان . فرأسها رأس فرس ، وعنقها عنق جمل ، وأظلافها أظلاف بقرة ، وجلدها جلد نمر .
وزعم ناس من الجهال بالله عز وجل : إن نتاجها من فحول شتى ، قالوا : وسبب ذلك أن أصنافا من حيوان البر إذا وردت الماء تنزو على بعض السائمة ، وينتج مثل الشخص الذي هو كالملتقط من أصناف شتى وهذا جهل من قائله ، وقلة معرفة بالباري جل قدسه ، وليس كل صنف من الحيوان يلقح كل صنف ، فلا الفرس يلقح الجمل ، ولا الجمل يلقح

59

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست