< فهرس الموضوعات > حياء الأنثى من الفيلة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الزراقة وخلقتها وكونها ليست من لقاح أصناف شتى < / فهرس الموضوعات > البقر ، وإنما يكون التلقيح من بعض الحيوان فيما يشاكله ويقرب من خلقه ، كما يلقح الفرس الحمار ، فيخرج بينهما البغل ، ويلقح الذئب الضبع ، فيخرج من بينهما السمع [1] . على أنه ليس يكون في الذي يخرج من بينهما عضو كل واحد ، منهما كما في الزرافة ، عضو من الفرس وعضو من الجمل ، وأظلاف من البقرة ، بل يكون كالمتوسط بينهما الممتزج منهما ، كالذي تراه في البغل ، فإنك ترى رأسه وأذنيه وكفله [2] ، وذنبه وحوافره وسطا بين هذه الأعضاء من الفرس والحمار وشحيجة [3] ، كالممتزج من صهيل الفرس ونهيق الحمار ، فهذا دليل على أنه ليست الزرافة من لقاح أصناف شتى من الحيوان ، كما زعم الجاهلون ، بل هي خلق عجيب من خلق الله للدلالة على قدرته التي لا يعجزها شئ ، وليعلم أنه خالق أصناف الحيوان كلها ، يجمع بين ما يشاء من أعضائها ، في أيها شاء ويفرق ما شاء ، منها في أيها شاء . ويزيد في الخلقة ما شاء وينقص منها ما شاء . ، دلالة على قدرته على الأشياء ، وأنه لا يعجز شئ أراده جل وتعالى . . . فأما طول عنقها والمنفعة في ذلك فإن منشأها ومرعاها في غياطل [4] ذوات أشجار شاهقة ، ذاهبة طولا في الهواء . فهي تحتاج إلى طول العنق لتتناول بفيها أطراف تلك الأشجار فتقوت من ثمارها . ( القرد وخلقته والفرق بينه وبين الإنسان ) تأمل خلقة القرد وشبهه بالإنسان في كثير من أعضائه أعني الرأس والوجه والمنكبين والصدر ، وكذلك أحشاؤه شبيهة أيضا بأحشاء الإنسان
[1] السمع - بكسر فسكون - ولد الذئب من الضبع والأنثى سمعة . [2] الكفل - بفتحتين - من الدابة : العجز أو الردف والجمع أكفال . [3] الشحيج من شحج البغل : صوت وغلظ صوته . [4] الغياطل جمع غيطل وهو الشجر الكثير الملتف .