responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 43


فيكون طول عمره يترقب الموت ، فيترك المعاصي ، ويؤثر العمل الصالح ( فإن قلت ) : وها هو الآن ستر عنه مقدار حياته ، وصار يترقب الموت في كل ساعة يقارف [1] الفواحش وينتهك المحارم [2] ( قلنا ) : إن وجه التدبير في هذا الباب ، هو الذي جرى عليه الأمر فإن كان الإنسان مع ذلك لا يرعوي [3] ولا ينصرف عن المساوي ، فإنما ذلك من مرحه ومن قساوة قلبه ، لا من خطأ في التدبير ، كما أن الطبيب قد يصف للمريض ما ينتفع به ، فإن كان المريض مخالفا لقول الطبيب ، لا يعمل بما يأمره ولا ينتهي عما ينهاه عنه ، لم ينتفع بصفته ، ولم تكن الإساءة في ذلك للطبيب بل للمريض ، حيث يقبل منه . ولئن كان الإنسان مع ترقبه للموت كل ساعة لا يمتنع عن المعاصي ، فإنه لو وثق بطول البقاء كان أحرى بأن يخرج إلى الكبائر الفظيعة . . فترقب الموت على كل حال خير له من الثقة بالبقاء ثم إن ترقب الموت وإن كان صنف من الناس يلهون عنه ، ولا يتعظون به فقد يتعظ به صنف آخر منهم ، وينزعون عن المعاصي ، ويؤثرون العمل الصالح ، ويجودون بالأموال والعقائل [4] النفيسة في الصدقة على الفقراء والمساكين فلم يكن من العدل أن يحرم هؤلاء الانتفاع بهذه الخصلة لتضييع أولئك حظهم منها .
( الأحلام وامتزاج صادقها بكاذبها وسر ذلك ) فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها فمزج صادقها



[1] في الأصل المطبوع يفارق ولا يستقيم المعنى بها بل يكون عكسيا . ولما رجعنا إلى البحار وجدناها يقارف .
[2] المحارم جمع محرم وهو الحرام .
[3] الارعواء : الكف عن الشئ ، أو الندم على الشئ والانصراف عنه وتركه .
[4] العقائل جميع عقيلة والعقيلة من الإبل هي الكريمة ، والعقيلة من كل شئ هي أكرمه .

43

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست