responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 40


بعض ، وأخبار الغائبين عن أوطانهم ، ودرست العلوم ، وضاعت الآداب وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم ، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم ، وما روي لهم ، مما لا يسعهم جهله ، ولعلك تظن أنها مما يخلص إليه بالحيلة والفطنة ، وليست مما أعطيه الإنسان من خلقه وطباعه .
وكذلك الكلام ، إنما هو شئ يصطلح الناس ، فيجري بينهم ولهذا صار يختلف في الأمم المختلفة ، وكذلك لكتابة العربي والسرياني والعبراني والرومي ، وغيرها من سائر الكتابة ، التي هي متفرقة في الأمم إنما اصطلحوا عليها ، كما اصطلحوا على الكلام ، فيقال لمن ادعى ذلك :
إن الإنسان وإن كان له في الأمرين جميعا فعل أو حيلة ، فإن الشئ الذي يبلغ به ذلك الفعل والحيلة ، عطية وهبة من الله عز وجل له في خلقه ، فإنه لو لم يكن له لسان مهيأ للكلام ، وذهن يهتدي به للأمور ، لم يكن ليتكلم أبدا ولو لم تكن له كف مهيئة وأصابع للكتابة ، لم يكن ليكتب أبدا .
واعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها ولا كتابة ، فأصل ذلك فطرة الباري جل وعز ، وما تفضل به على خلقه ، فمن شكر أثيب ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين . [1] ( إعطاء الإنسان ما يصلح دينه ودنياه ومنعه مما سوى ذلك ) فكر يا مفضل فيما أعطي الإنسان علمه وما منع ، فإنه أعطي جميع علم ما فيه صلاح دينه ودنياه فمما فيه صلاح دينه معرفة الخالق تبارك



[1] كلام الإمام في بحث اللغات وشأنها هنا يشعر بأن الإنسان هو الذي وضع اللغات ، بما خطره الله من قابلية المنطق وتعلم الكلام .

40

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست