responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 35


فيه ، ويدخل يده فيعالج ما أراد علاجه ألم يكن أصلح من أن يكون مصمتا [1] محجوبا عن البصر واليد ، لا يعرف ما فيه إلا بدلالات غامضة ، كمطل النظر إلى البول ، وجس العرق ، وما أشبه ذلك مما يكثر فيه الغلط والشبهة ، حتى ربما كان ذلك سببا للموت ، فلو علم هؤلاء الجهلة أن هذا لو هكذا ، كان أول ما فيه إن كان يسقط عن الإنسان الوجل من الأمراض والموت وكان يستشعر البقاء ويغتر بالسلامة فيخرجه ذلك إلى العتو [2] والأشر [3] . ثم كانت الرطوبات في البطن تترشح وتتحلب [4] فيفسد على الإنسان مقعده ومرقده وثياب بدلته وزينته ، بل كان يفسد عيشه ، ثم إن المعدة والكبد والفؤاد إنما تفعل أفعالها بالحرارة الغريزية التي جعلها الله محتبسة في الجوف ، فلو كان في البطن فرج ينفتح حتى يصل البصر إلى رؤيته ، واليد إلى علاجه ، لوصل برد الهواء إلى الجوف ، فمازج الحرارة الغريزية ، وبطل عمل الأحشاء ، فكان في ذلك هلاك الإنسان ، أفلا ترى أن كل ما تذهب إليه الأوهام - سوى ما جاءت به الخلقة - خطأ وخطل [5] .
( أفعال الإنسان في الطعم والنوم والجماع وشرح ذلك ) فكر يا مفضل في الأفعال جعلت في الإنسان من الطعم والنوم والجماع وما دبر فيها . . . فإنه جعل لكل واحد منها في الطباع نفسه محرك



[1] مصمت اسم مفعول الذي لا جوف له .
[2] العتو : الاستكبار وتجاوز الحد .
[3] الأشر - بفتحتين - من أشر أي بطر ومرح فهو أشر وأشران وجمعه آشرون وأشارى .
[4] ترشح وتحلب بمعنى واحد وهو السيلان .
[5] الخطل : المنطق الفاسد المضطرب .

35

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست