responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 19


علم ولا عمد ، وكان في أفعالها ما قد تراه من الصواب والحكمة ، علم أن هذا الفعل للخالق الحكيم ، فإن الذي سموه طبيعة هو سنته في خلقه ، الجارية على ما أجراها عليه [1] .
( عملية الهضم وتكون الدم وجريانه في الشرايين والأوردة ) فكر يا مفضل في وصول الغذاء إلى البدن ، وفيه من التدبير ، فإن الطعام يصير إلى المعدة فتطبخه ، وتبعث بصفوه إلى الكبد ، في عروق دقاق واشجة [2] بينهما ، قد جعلت كالمصفى للغذاء ، لكيلا يصل إلى الكبد منه شئ فينكأها [3] وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف ، ثم إن الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما ، وينفذه إلى البدن كله في مجاري مهيئة لذلك ، بمنزلة المجاري التي تهيأ للماء ليطرد في الأرض كلها وينفذ ما يخرج من الخبث



[1] أي ظاهر بطلان هذا الزعم ، والذي صار سببا لذهولهم إلى إن الله تعالى أجرى عادته بأن يخلق الأشياء بأسبابها ، فذهبوا إلى استقلال تلك الأسباب في ذلك . وبعبارة أخرى إن سنة الله وعادته قد جرت لحكم كثيرة ، فتكون الأشياء بحسب بادي النظر مستندة إلى غيره تعالى ، ثم - يعلم - بعد الاعتبار والتفكر - إن الكل مستند إلى قدرته أو تأثيره تعالى ، وإنما هذه الأشياء وسائل وشرائط لذلك ومن هنا تحيروا في الصانع تعالى . ( من تعليقات البحار )
[2] الواشجة : مؤنث الواشج اسم فاعل بمعنى المشتبك ، يقال : وشجت العروق والأغصان إذا اشتبكت . والمراد بالواشجة هنا الموصلة أو الواصلة .
[3] نكأ القرحة قشرها قبل أن تبرأ فندبت .

19

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست