الملحدة المارقة الفجرة ، وأشباههم من أهل الضلال المعللين أنفسهم بالمحال [1] فيحق على من أنعم الله عليه بمعرفته ، وهداه لدينه ، ووفقه لتأمل التدبير في صنعة الخلائق ، والوقوف على ما خلقوا له من لطيف التدبير وصواب التقدير ، بالدلالة القائمة الدالة صانعها أن يكثر حمد الله مولاه على ذلك ، ويرغب إليه في الثبات عليه والزيادة منه فإنه جل اسمه : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) * [2] . ( تهيئة العالم وتأليف أجزائه ) يا مفضل أول العبر والدلالة على الباري جل قدسه ، تهيئة هذا العالم وتأليف أجزائه ونظمها [3] ، على ما هي عليه ، فإنك إذا تأملت العالم بفكرك
[1] أي الشاغلين أنفسهم عن طاعة ربهم بأمور يحكم العقل السليم باستحالتها . [2] سورة إبراهيم آية 7 . [3] الضمير راجع إلى الأجزاء .