صلى الله عليه وآله قال : علي أقضاكم ، وأبي بن كعب أقرؤكم ، وزيد بن ثابت أفرضكم ؟ 1 قالوا : نعم ، قالت الشيعة فنرى عمر قد خالف زيدا " في الفرائض وابن كعب في القرآن وعليا " في بيع أمهات الأولاد ، فلا قول رسول الله قبل ، ولا آثار أصحابه اتبع ، فهل طعن على عمر كطعنكم عليه في خلافة عليا " - عليه السلام - في أمهات الأولاد ، خلافه زيدا "
1 - قال مصنف كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة ضمن ذكره ما يرجع إلى عمر ما نصه ( ص 55 من طبعة النجف ) : " ومنها أحكام المواريث في الإسلام فإن عمر أمر الناس أن يتبعوا قول زيد بن ثابت في الفرائض وقال : إن زيدا " أفرضنا ، فزادوا بعده في الخبر : وعلي أقضانا ، وأبي أقرؤنا ، ثم أسندوا الخبر إلى الرسول - صلى الله عليه وآله - تخرصا " وافتراء لأن هذا بعيد من قول الرسول صلى الله عليه وآله إذ لم يكن في حياة الرسول لأحد أن يقول في القضاء ولا في الفرائض ولا في غيرها ، وكان من حكم زيد بن ثابت في أيام عمر أن جعل مال ذوي - الأرحام وغيرها الذي حكم الله به في كتابه بقوله : وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، للعصبة ، وقال زيد : لا يعطى ذوو الأرحام شيئا " من الميراث عنادا لله ولرسوله في ذلك ( إلى آخر ما قال ) " . فليعلم أن غير واحد من علمائنا ومتكلمينا صرح بأن النبي صلى الله عليه وآله إنما قال : " أقضاكم علي " وخصه بهذه الصفة دون سائر الصفات كقوله : أفرضكم أو أقرؤكم أو أفقهكم لأن القضاء يحتاج إلى جميع أنواع العلوم فلما رجحه على الكل في القضاء لزم أنه رجحه عليهم في كل العلوم ، وأما سائر الصحابة فقد رجح كل واحد منهم على غيره في علم واحد كقوله : " أفرضكم زيد ، وأقرأكم أبي " حتى أن جماعة منهم قرأ هذا الحديث المعروف المسلم بين الفريقين " أنت قاضي ديني " بكسر الدال حتى يكون قريبا " من أقضاكم علي ، والحال أن المتبادر منه كسر الدال ، قال المجلسي ( ره ) في تاسع البحار في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامته بالنسبة إلى قوله " قاضي ديني " بعد نقل حديث عن بشارة المصطفى فيه تلك الفقرة ما نصه : ( أنظر ص 291 من طبعة أمين الضرب ) : " بيان - قرأ المحقق الطوسي نصير الملة والدين والعلامة وجماعة من علمائنا - رضي الله عنهم - قاضي ديني بكسر الدال ، وأنكره السيد المرتضى - رضي الله عنه - ولا حاجة في تكلف ذلك لتواتر العبارات والنصوص الصريحة من الجانبين " فمن أراد نص عبارة الخواجة نصير الدين والعلامة فليراجع تجريد العقائد وشرحه للعلامة ، وحذا حذوهما القاضي نور الله التستري في إحقاق الحق وفصلنا القول في ذلك في كتابنا الموسوم بكشف الكربة في شرح دعاء الندبة في شرح هذه الفقرة من الدعاء " وأنت تقضي ديني " وفقنا الله لإتمامه وطبعه ونشره بحق نبيه محمد وعترته عليه وعليهم الصلاة والسلام وكيف كان قد علم أن السر في إصرار هؤلاء العلماء على قراءة كلمة " ديني " بكسر الدال إنما تصييرهم معنى الحديث إلى القضاء في الأحكام الشرعية لا إلى قضاء الدين .