responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 91


لهذا الطاغية ، قال : والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا ، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه ، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم ، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا ، إنهم لا وفاء لهم ، ولا ذمة في قول ولا فعل ، إنهم لمختلفون ، ويقولون لنا : إن قلوبهم معنا ، وإن سيوفهم لمشهورة علينا .
قال : وهو يكلمني إذ تنخع الدم ، فدعا بطست ، فحمل من بين يديه ملآن [1] مما خرج من جوفه من الدم ، فقلت له : ما هذا يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ، إني لأراك وجعا ؟ قال : أجل ، دس إلي هذا الطاغية من سقاني سما ، فقد وقع على كبدي فهو يخرج قطعا كما ترى ، قلت له : أفلا تتداوى ؟ قال : قد سقاني مرتين وهذه الثالثة لا أجد لها دواء [2] .
وروى الثقة الجليل علي بن محمد الخزاز القمي بسنده عن جنادة بن أبي أمية ، قال : دخلت على الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه ، وبين يديه طست يقذف عليه [3] الدم ، ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية ، فقلت : يا مولاي مالك لا تعالج نفسك ؟ فقال : يا عبد الله بماذا أعالج الموت ؟ قلت : * ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) * [4] ، ثم التفت إلي ، فقال : والله لقد عهد [5] إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله ، إن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة عليهما السلام ، مامنا إلا مسموم أو مقتول .
ثم رفعت الطست واتكئ صلوات الله عليه [6] ، قال : فقلت له : عظني يا ابن رسول الله ، قال : نعم استعد لسفرك ، وحصل زادك قبل حلول أجلك ، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك ، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه . وساق الكلام في ذكر موعظته عليه السلام - إلى أن قال : - ثم انقطع نفسه واصفر لونه



[1] في المصدر : ( ملئ ) .
[2] الاحتجاج : ج 1 ص 291 .
[3] في المصدر : ( فيه ) .
[4] البقرة : 156 .
[5] في المصد ر : ( إنه لعهد عهده ) .
[6] في الخطية : ( وبكى ) .

91

نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست