responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 55


حتى تأتي إلى منزل خديجة فتواقعها ، فإن الله عز وجل آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة ، فوثب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزل خديجة .
قالت خديجة رضوان الله عليها : وكنت قد ألفت الوحدة ، فكان إذا جنني الليل غطيت رأسي ، وأسجفت [1] ستري وغلقت بابي وصليت وردي وأطفأت مصباحي وأويت إلى فراشي ، فلما كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة إذ جاء النبي صلى الله عليه وآله فقرع الباب ، فناديت : من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلا محمد صلى الله عليه وآله ؟ قالت خديجة : فنادى النبي صلى الله عليه وآله بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه :
افتحي يا خديجة فإني محمد ، قالت خديجة : فقمت فرحة مستبشرة بالنبي صلى الله عليه وآله ، وفتحت الباب ، ودخل النبي المنزل ، وكان صلى الله عليه وآله إذا دخل المنزل دعا بالاناء فتطهر للصلاة ، ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما ، ثم يأوي إلى فراشه ، فلما كان في تلك الليلة لم يدع بالإناء ولم يتأهب للصلاة غير أنه اخذ بعضدي ، وأقعدني على فراشه وداعبني ومازحني ، وكان بيني وبينه ما يكون بين المرأة وبعلها ، فلا والذي سمك السماء ، وأنبع الماء ، ما تباعد عني النبي صلى الله عليه وآله حتى حسست بثقل فاطمة عليها السلام في بطني [2] .
وروى الشيخ الصدوق رضي الله عنه في الأمالي بسنده عن المفضل بن عمر ، قال :
قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : كيف كانت [3] ولادة فاطمة عليها السلا م ، فقال : نعم ، إن خديجة رضي الله عنها لما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله هجرتها نسوان مكة فلم [4] يدخلن عليها ، ولا يسلمن عليها ، ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه صلى الله عليه وآله .
فلما حملت بفاطمة سلام الله عليها ، كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها ،



[1] اسجفت الستر : أرسلته ( انظر الصحاح : مادة ( سجف ) ج 4 ص 1371 ) .
[2] بحار الأنوار : ج 16 ص 78 .
[3] في المصدر ( كان ) .
[4] في المصدر ( نسوة مكة فكن لا ) بدل ( نسوان مكة فلم ) .

55

نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست