نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 299
حاسرا مكشوف الرأس مشقوق الثياب ، وعليه مبطنة ملحم [1] بيضاء ، وكان وجهه وجه أبيه عليه السلام لا يخطئ منه شيئا ، وكان في الدار أولاد المتوكل ، وبعضهم ولاة العهد فلم يبق أحد إلا قام على رجله ، ووثب إليه أبو أحمد [2] الموفق ، فقصده أبو محمد عليه السلام فعانقه ، ثم قال له : مرحبا بابن العم ، وجلس بين بابي الرواق وا لناس كلهم بين يديه ، وكانت الدار كالسوق بالأحاديث . فلما خرج وجلس أمسك الناس فما كنا نسمع شيئا إلا العطسة والسعلة ، وخرجت جارية تندب أبا الحسن عليه السلام ، فقال أبو محمد عليه السلام ما ها هنا من يكفي مؤونة هذه الجاهلة [3] ؟ فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار ، ثم خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمد فنهض صلى الله عليه ، وأخرجت الجنازة ، وخرج يمشي حتى اخرج بها إلى الشارع الذي بإزاء دار موسى بن بغا ، وقد كان أبو محمد عليه السلام ، صلى عليه قبل أن يخرج إلى الناس ، وصلى عليه لما اخرج المعتمد ، ثم دفن صلى الله عليه في دار من دوره - إلى أن قال : - وتكلمت الشيعة في شق ثيابه عليه السلام ، وقال بعضهم : رأيتم أحدا من الأئمة شق ثوبه في مثل هذا الحال ؟ فوقع إلي من قال ذلك : يا أحمق ما يدريك ما هذا ، قد شق موسى على هارون عليهما السلام ، انتهى [4] . وروي عنه عليه السلام قال : هذا الدعاء كثيرا ما أدعو الله به ، وقد سألت الله عز وجل أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو : * ( يا عدتي عند العدد ، ويا رجائي والمعتمد ، ويا كهفي والسند ، ويا واحد يا أحد ، ويا قل هو الله أحد ، أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك ، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا ، صل على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا ) * [5] . * *
[1] ( ملحم ) لم ترد في المصدر . [2] ورد في المصدر : ( أبو محمد الموفق ) وما أثبتناه هو الصحيح . [3] في خ ل ( الجارية ) . [4] إثبات الوصية : ص 205 . [5] الأمالي للطوسي : ج 1 ص 286 .
299
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 299