نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 284
فقصده ، فلما وصل إليه قال عليه السلام له : ما حاجتك ؟ فقال : أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بولاء جدك علي بن أبي طالب عليه السلام وقد ركبني دين فادح أثقلني حمله ، ولم أر من أقصده لقضائه سواك ، فقال له أبو الحسن عليه السلام : طب نفسا وقر عينا ، ثم أنزله . فلما أصبح ذلك اليوم قال له أبو الحسن عليه السلام : أريد منك حاجة [1] ، الله الله أن تخالفني فيها ، فقال الأعرابي : لا أخالفك ، فكتب أبو الحسن عليه السلام ورقة بخطه معترفا فيها إن عليه للأعرابي مالا عينه فيها يرجح على دينه ، وقال : خذ هذا الخط فإذا وصلت إلى سر من رأى أحضر إلي وعندي جماعة فطالبني به ، وأغلظ القول علي في ترك ابقائك [2] إياه ، الله الله في مخالفتي ، فقال : افعل ، وأخذ ا لخط . فلما وصل أبو الحسن عليه السلام إلى سر من رأى وحضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة وغيرهم ، حضر ذلك الرجل وأخرج الخط وطالبه ، وقال : كما أوصاه ، فألان أبو الحسن عليه السلام له القول ورفقه وجعل يعتذر إليه ووعده بوفائه وطيبة نفسه ، فنقل ذلك إلى الخليفة المتوكل فأمر أن يحمل إلى أبي الحسن عليه السلام ثلاثون ألف درهم . فلما حملت إليه تركها إلى أن جاء الرجل ، فقال : خذ هذا المال فأقض منه دينك ، وأنفق الباقي على عيالك وأهلك وأعذرنا ، فقال له الأعرابي : يا ابن رسول الله والله أن أملي كان يقصر عن ثلث هذا ، ولكن الله أعلم حيث يجعل رسالته ، وأخذ المال وانصرف ، وهذه منقبة من سمعها حكم له بمكارم الأخلاق [3] . قلت : ويشبه هذا ما روي عن الديلمي في كتاب أعلام الدين [4] عن أبي امامه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذات يوم لأصحابه : ألا أحدثكم عن الخضر ؟ قالوا : بلى يا
[1] في خ ل : ( حاله ) . [2] في المصدر : ( ايفائك ) . [3] كشف الغمة : ج 2 ص 374 ، وعنه البحار : ج 50 ص 175 ح 55 . [4] في الخطية ( إعلام الورى ) والصحيح ما أثبتناه .
284
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 284