نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 261
عمر الف سنة فهو واحد من الناس ، هذا مما ينبغي أن يفكر فيه ، فأقبلت العصابة عليه تعذله وتوبخه . وكان وقت الموسم ، فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلا ، فخرجوا إلى الحج وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر عليه السلام ، فلما وافوا أتوا دار جعفر الصادق عليه السلام ، لأنها كانت فارغة ، ودخلوها وجلسوا على بساط كبير ، وخرج إليهم عبد الله بن موسى ، فجلس في صدر المجلس ، وقام مناد وقال : هذا ابن رسول الله فمن أراد السؤال فليسأله ، فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب ، فورد على الشيعة ما حيرهم وغمهم واضطربت الفقهاء ، وقاموا وهموا بالانصراف ، وقالوا في أنفسهم : لو كان أبو جعفر عليه السلام يكمل لجواب المسائل لما كان من عبد الله ما كان ، ومن الجواب بغير الواجب . ففتح عليهم باب من صدر المجلس ، ودخل موفق وقال : هذا أبو جعفر عليه السلام ! فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلموا عليه ، فدخل عليه السلام وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين ، وفي رجليه نعلان وجلس وأمسك الناس كلهم ، فقام صاحب المسألة فسأله عن مسائل فأجاب عنها بالحق ، ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه ، وقالوا له : إن عمك عبد الله أفتى بكيت وكيت ، فقال : لا إله إلا الله يا عم ، إنه عظيم عند الله أ ن تقف غدا بين يديه فيقول لك : لم تفتي عبادي بما لم تعلم ؟ وفي الأمة من هو أعلم منك [1] . وروي عن عمر بن فرج الرخجي [2] ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن شيعتك تدعي أنك تعلم كل ماء في دجلة ووزنه ؟ وكنا على شاطئ دجلة ، فقال عليه السلام لي : يقدر الله تعالى أن يفوض علم ذلك إلى بعوضة من خلقه أم لا ؟ قلت : نعم ،
[1] بحار الأنوار : ج 50 ص 99 ح 12 نقلا عن عيون المعجزات . [2] استعمل المتوكل على المدينة ومكة عمر بن مزج الرخجي ، فمنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس ، ومنع الناس من البر بهم ، وكان لا يبلغه أن أحدا أبر أحدا بشئ وان قل إلا أنهكه عقوبة وأثقله غرما .
261
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 261