responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 167


رفع ثني الوسادة ، فاخرج منها إضبارة كتب فرمى بها إليه ، وقال : هذه كتبك إلى أهل خراسان تدعوهم إلى نقض بيعتي وأن يبايعونك [1] دوني ، فقال : والله يا أمير المؤمنين ما فعلت ولا استحل ذلك ولا هو من مذهبي ، وإني لممن [2] يعتقد طاعتك على كل حال ، وقد بلغت من السن ما قد أضعفني عن ذلك لو أردته ، فصيرني في بعض حبوسك [3] حتى يأتيني الموت ، فهو مني قريب ، فقال : لا ولا كرامة ، ثم أطرق وضرب يده إلى السيف فسل منه مقدار شبر وأخذ بمقبضه ، فقلت : إنا لله ذهب والله الرجل ، ثم رد السيف وقال [4] : يا جعفر أما تستحيي مع هذه الشيبة ومع هذا النسب أن تنطق بالباطل ، وتشق عصا المسلمين ، تريد أن تريق الدماء وتطرح الفتنة بين الرعية والأولياء ، فقال : لا والله يا أمير المؤمنين ما فعلت ولا هذه كتبي ولا خطي ولا خاتمي ، فانتضى من السيف ذراعا ، فقلت : إنا لله مضى الرجل ، وجعلت في نفسي إن أمرني فيه بأمر أن أعصيه ، لأنني ظننت انه يأمرني أن آخذ السيف فاضرب به جعفرا فقلت : إن أمرني ضربت المنصور وإن أتى ذلك علي وعلى ولدي ، وتبت إلى الله عز وجل مما كنت نويت فيه أولا فأقبل يعاتبه ، وجعفر يعتذر ، ثم انتضى السيف إلا شيئا يسيرا منه ، فقلت : إنا لله مضى والله الرجل ، ثم أغمد السيف وأطرق ساعة ، ثم رفع رأسه وقال : أظنك صادقا يا ربيع هات العيبة من موضع كانت فيه في القبة ، فأتيته بها ، فقال : ادخل يدك فيها فكانت مملوءة غالية [5] وضعها في لحيته وكانت بيضاء فاسودت ، وقال لي : أحمله على فاره من دوابي التي أركبها ، وأعطه عشرة آلاف درهم ، وشيعه إلى منزله مكرما ، وخيره إذا أتيت به إلى المنزل بين المقام عندنا فنكر مه ، والانصراف إلى مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله ، فخرجنا من عنده وأنا مسرور فرج بسلامة جعفر عليه السلام ،



[1] في المصدر : ( يبايعوك ) .
[2] في المصدر : ( لمن ) .
[3] في المصدر : ( جيوشك ) .
[4] في المصدر : ( ثم قال ) .
[5] الغالية : نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن ، وهي معروفة . ( انظر لسان العرب : مادة ( غلا ) ج 10 ص 114 ) .

167

نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست