نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 113
حياض مناجاتك صدرا ، صل على محمد وآله ، وأفعل بي أولى الأمرين بك ، يا أرحم الراحمين ) . فخفت أن يفوتني شخصه ، وأن يخفى علي أثره ، فتعلقت به ، فقلت له : بالذي أسقط عنك ملال التعب ، ومنحك شدة شوق لذيذ الرغب ألا لحقتني منك جناح رحمة ، وكنف رقة ، فإني ضال وبغيتي كلما صنعت ، ومناي كلما نطقت ، فقال : لو صدق توكلك ما كنت ضالا ، ولكن اتبعني واقف أثري . فلما أن صار بجنب الشجرة أخذ بيدي ، فخيل إلي أن الأرض تمد من تحت قدمي ، فلما انفجر عمود الصبح ، قال لي : ابشر فهذه مكة ، قال : فسمعت الضجة ، ورأيت المحجة ، فقلت : بالذي ترجوه يوم الآزفة ويوم الفاقة ، من أنت ؟ فقال : أما إذا أقسمت ، فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام [1] . وفي إثبات الوصية روي عن سعيد بن المسيب ، قال : قحط الناس يمينا وشمالا ، فمددت عيني فرأيت شخصا أسود على تل قد انفرد ، فقصدت نحوه فرأيته يحرك شفتيه ، فلم يتم دعاءه حتى أقبلت غمامة ، فلما نظر إليها حمد الله وانصرف وأدركنا المطر حتى ظنناه الغرق ، فاتبعته حتى دخل دار علي بن الحسين عليهما السلام فدخلت إليه عليه السلام . فقلت له عليه السلام : يا سيدي في دارك غلام أسود تفضل علي ببيعه ، فقال : يا سعيد ولم لا يوهب لك ، ثم أمر القيم على غلمانه يعرض كل من في الدار عليه فجمعوا فلم أر صاحبي بينهم ، فقلت : فلم أره ، فقال : أنه لم يبق إلا فلان السائس فأمر به ، فأحضر فإذا هو صاحبي ، فقلت له عليه السلام : هذا هو . فقال له : يا غلام إن سعيدا قد ملكك فامض معه ، فقال لي الأسود : ما حملك علي أن فرقت بيني وبين مولاي ، فقلت له : إني رأيت ما كان منك على التل ، فرفع