responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 112


وكان حضور قلبه في العبادة بحيث تمثل إبليس بصورة أفعى ليشغله فما شغله [1] .
وروي عن حماد بن حبيب العطار الكوفي [ القطان ] قال : خرجنا [ سنة ] [2] حجاجا فرحلنا من زبالة [3] ليلا فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة ، فتقطعت القافلة ، فتهت في تلك الصحارى والبراري ، فانتهيت إلى واد قفر ، فلما أن جن الليل ، آويت إلى شجرة عادية ، فلما أن اختلط الظلام ، إذا أنا بشاب قد أقبل عليه أطمار [4] بيض ، تفوح منه رائحة المسك ، فقلت في نفسي : هذا ولي من أولياء الله ، متى ما أحس بحركتي خشيت نفاره ، وأن أمنعه عن كثير مما يريد فعاله ، فأخفيت نفسي ما استطعت فدنا إلى الموضع فتهيأ للصلاة ، ثم وثب قائما وهو يقول : ( يا من حاز كل شئ ملكوتا وقهر كل شئ جبروتا [ صل على محمد وآل محمد [5] ] وأولج قلبي فرح الاقبال عليك ، وألحقني بميدان المطيعين لك ) . قال : ثم دخل في الصلاة فلما أن رأيته قد هدأت أعضاؤه ، وسكنت حركاته قمت إلى الموضع الذي تهيأ للصلاة فإذا بعين تفيض بماء أبيض فتهيأت للصلاة ثم قمت خلفه ، فإذا أنا بمحراب كأنه مثل في ذلك الوقت ، فرأيته كلما مر بآية فيها ذكر الوعد والوعيد يرددها بأشجان الحنين [6] ، فلما أن تقشع الظلام وثب قائما وهو يقول : ( يا من قصده الطالبون [7] فأصابوه مرشدا ، وأمه الخائفون فوجدوه متفضلا [8] ، ولجأ إليه العابدون فوجدوه موئلا ، متى راحة من نصب لغيرك بدنه ؟ ! ومتى فرج من قصد سواك بنيته [9] ، إلهي قد تقشع [10] الظلام ولم أقض من خدمتك وطرا ، ولا من



[1] دلائل الإمامة : ص 83 بتفاوت يسير .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر .
[3] زبالة - بضم أوله - : منزل معروف بطريق مكة من الكوفة ( معجم البلدان : ج 2 ص 912 ) .
[4] الطمر - بالكسر - : الثوب الخلق ، انظر تهذيب اللغة : مادة ( طمر ) ج 13 ص 344 .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر .
[6] في المصدر : ( بانتحاب وحنين ) .
[7] في المصدر : ( الضالون ) .
[8] في المصدر : ( معقلا ) .
[9] في المصدر : ( بهمته ) .
[10] في المصدر : ( انقشع ) .

112

نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست